وأعلن بوتين، أن روسيا تدرك جيدا، أن القيادة السورية تعترف تماما بوجود أخطاء عديدة في بنية النظام وعلاقاته الداخلية مع مواطنيه. وقبل اتخاذ القيادة الروسية قرارها ببدء قواتها الجو- فضائية عملياتها في سوريا، جرى حوار جدي ومفصل مع الرئيس السوري بشار الأسد حول ضرورة تبني إصلاحات جذرية وعميقة في البلاد.
وقال بوتين في الحوار الوثائقي الذي سجله معه المخرج الأمريكي الشهير أوليفر ستون في الفترة من شهر جويلية 2015 إلى شهر فيفري 2017، والذي تعرضه قناة "showtime": لقد اتضح لنا "أن الرئيس الأسد يفهم العديد من المشاكل، وهو على استعداد ليس فقط لإجراء حوار مع المعارضة، بما في ذلك حتى مع المعارضة المسلحة، ولكنه مستعد للعمل معها لوضع دستور جديد. كما أنه على استعداد للقبول بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تحت رقابة دولية صارمة وإشراف أممي كامل".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن هناك "مساحات حيوية كبيرة من الأراضي ما زالت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على الرغم من تحرير مناطق واسعة بالفعل من قبضتهم". وأضاف "أنها ليست مجرد أراضي قليلة الأهمية، أو جزء من الصحراء، بل هي أقاليم تشكل المجال الحيوي لسوريا".
وكشف بوتين أيضا أن روسيا ستدعم الجماعات السنية التي تبدي استعدادها لقتال تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، وأن الأسد والجيش السوري موافقان على ذلك ومتفهمان تماما لهذا الأمر.
في الوقت نفسه، أكد الرئيس الروسي، على ضرورة حصول بلاده في سعيها لحل القضية السورية، على دعم من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر. وقال "نحن لا نرغب في تأجيج الصراع، وإنما إقامة حوار من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. إن تحقيق نوع من التوافق مهمة صعبة جدا، وليست سهلة أبدا، ولكن الاتصال المباشر مع شركاء آخرين، يعطينا فرصة وبشكل عام، نجحنا وسنعمل بعناية فائقة لتثبيت كل خطوة من النتائج التي تم تحقيقها، بدلا من تدميرها"