وذكر الصحفي البريطاني بالمناسبة أن أي محكمة لجرائم الحرب لم تسع إلى اعتقاله، إلا أنه أشار إلى ما ترتب عن إدانة الاتحاد الأوروبي ، واتهامه بقمع الانتفاضة في سوريا عام 2011 من حظر السفر وتجميد الأرصدة، إضافة إلى فرض وزارة المالية الأمريكية عقوبات ضده.
ولفت فيسك إلى أن الجنرال جميل حسن أكد مرارا خلاله حديثه ولاءه للرئيس بشار الأسد، لكنه أصر على القول بأنه لو كان رد فعل النظام أكثر حزما في بداية الأحداث في سوريا عام 2011 لكان تم القضاء في وقت واحد على كل المعارضة المسلحة.
وعن أحداث حماة الدموية عام 1982، قال حسن :"كنت حينها شاباً صغيراً جداً، وكانت هناك تقارير إعلامية مبالغ فيها. ولكن لو كررنا ما فعلناه في حماة في بداية هذه الأزمة، لكنا أنقذنا الكثير من الدماء السورية".
وعاد المسؤول الأمني السوري لاحقا إلى الحديث عن أحداث حماة قائلا :" لو تم استخدام التكتيكات التي استخدمت في حماة عام 1982 لكانت هذه الحرب قد انتهت. كنت في حماة عام 1982، وكنت أقاتل المتطرفين داخل الأنفاق تحت الأرض. كنت ضابط أمن برتبة ملازم خلال فترة حكم حافظ الأسد، وتلقى المتطرفون ضربة موجعة في الثمانينات ضربة موجعة كادت أن تكون القاضية. وكنت أرى في ذلك الوقت أن هذا القرار كان ذكياً جداً. كان هناك بيئة مختلفة في تلك الفترة".
واستشهد مدير المخابرات الجوية في معرض تأكيد هذا الموقف بأحداث ساحة تيانانمن بالصين عام 1989، متسائلا:" أين ستكون الصين الآن، لو لم تنه الحكومة الصينية هذا الأمر؟".
وعبّر جميل حسن عن قناعته بأن "المتشددين الإسلاميين والمتطرفين الصهاينة التقوا على هدفٍ واحد وقرروا العمل على تقسيم سوريا. وكدليل على ذلك، لماذا تنسق جبهة النصرة مع الإسرائيليين في الجولان، ولماذا توفر إسرائيل الرعاية الصحية والعلاج للميليشيات؟ حتى عندما استولى تنظيم داعش على بضعة كيلومترات بالقرب من الحدود الإسرائيلية، لم تقم إسرائيل بمهاجمتهم".
واتهم المسؤول الأمني السوري بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل بالإضافة إلى السعودية بالرغبة في تقسيم بلاده على الرغم من تعارض مصالحهم بشدة، مضيفا لو أنهم كانوا أصدقاء حقيقيين لكانوا عملوا على التخفيف من الخلافات الطائفية.
وأشار إلى أن الشعوب الأوروبية ستكون الأكثر تضررا إذا انهارت سوريا، مشبها الأمريكيين والأوروبيين بالراعي الذي يدخل الذئب إلى منزله، ليأكل في النهاية جميع الخراف والدجاج.
ووصف جميل حسن حديث واشنطن عن وجود "معارضة معتدلة" بأنه أمر مثير للسخرية وللاشمئزاز، معبرا من جهة أخرى عن اندهاشه من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والأمم المتحدة لأجل منطقة صغيرة بشرقي حلب فقط.
وبشأن الوضع في مدينة حلب أكد أن "اللعبة القذرة الوحيدة في حلب هي تلك التي يلعبها الأمريكيون، وإذا توقفت إمدادات الأسلحة فإن كل شيء سينتهي، متسائلا باستنكار، لماذا لا تهتم الحكومات الغربية بالقصف الذي تتعرض له مناطق غرب حلب حيث يقتل العديد المواطنين"، مضيفا "سأقاتل للدفاع عن سوريا حتى آخر لحظة في حياتي".