وتسبب القتال بين مسلحي القبيلتين بالمنشية، أكبر أحياء هذه المدينة الواقعة جنوب غرب البلاد، في إغلاق المدارس والمحلات التجارية والمؤسسات الخدمية، وإلى تداعي أعيان ووجهاء جنوب ليبيا ومناطق الشرق والغرب لاحتواء الأزمة ووقف الاشتباكات التي استخدمت فيها الدبابات والراجمات وقذائف الهاون، وأدت إلى في تدمير المنازل وترويع المدنيين.
وكانت مصادر محلية أفادت بأن الاشتباكات بين مسلحي القبيلتين اللتين تتجاوران في حي المنشية وسط المدينة قد اندلعت بعد أن شاكس قرد يملكه صاحب محل من قبيلة القذاذفة تلميذات أثناء مرورهن بالمكان.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد السكان المحليين قوله إن :"القرد نزع أغطية الرأس من فوق رؤوس الفتيات، ما دفع رجال من قبيلة أولاد سليمان إلى قتل 3 من القذاذفة والقرد".
وأفادت الأنباء أن وساطة سابقة قام بها شيوخ القبائل للتهدئة وترتيب هدنة لانتشال الجثث فشلت بين الطرفين، فيما نقل عن مسؤول في مركز سبها الطبي الأحد 20 نوفمبر أن المرفق الصحي استقبل 16 جثة ونحو 50 جريحا.
وكانت مدينة سبها شهدت في السنوات الماضية اشتباكات قبلية وعرقية عنيفة في أكثر من مناسبة. ويعكس القتال الراهن بين مسلحي القذاذفة وأولاد سليمان، وهما أقوى مجموعتين مسلحتين بالمدينة، حالة الفوضى الناجمة عن انهيار السلطة المركزية في ليبيا عقب سقوط نظام القذافي عام 2011، ما يدفع بين الحين والآخر المسلحين القبليين إلى تصفية الحسابات مع خصومهم في أول مناسبة.