وأعربت الوزارة في بيان صدر اليوم الثلاثاء 4 أكتوبر، عن أسفها العميق وخيبتها من قرار واشنطن، معيدة إلى الأذهان أن وزيري الخارجية سيرغي لافروف وجون كيري ودبلوماسيي البلدين في جنيف قد بذلوا جهودا مكثفة من أجل تطبيع الوضع حول حلب، حيث سبق للتنظيمات المسلحة غير الشرعية أن أفشلت نظام الهدنة. وذكرت بأن واشنطن في نهاية المطاف لم تدعم جاهزية موسكو لإعلان هدنة جديدة مدتها 72 ساعة في حلب.
وذكرت موسكو بأن الجانب الأمريكي اعترض على سحب القوات الحكومية وقوات المعارضة من طريق الكاستيلو على الرغم من وجود بند مدرج بهذا الشأن على الاتفاقات الروسية-الأمريكية حول سوريا في 9 سبتمبر.
وأوضحت الوزارة بأن السلطات السورية استجابت لاقتراح روسيا وأبدت الإرادة الطيبة وباشرت في سحب قواتها من طريق الكاستيلو، لكن واشنطن وقفت عاجزة أو غير راغبة في أن تقوم الوحدات الخاضعة لتأثيرها في سوريا بالخطوة المماثلة. واعتبرت الخارجية الروسية أن تقاعس واشنطن يظهر إما إهمالها لاحتياجات السوريين من المساعدات الإنسانية وتفضيلها استخدام هذا الموضوع لتحقيق أهداف سياسية بحتة، أو عجزها عن التأثر على فصائل المعارضة.
وأعادت وزارة الخارجية الروسية إلى الأذهان أن تنظيم "جبهة النصرة" قد أكد مرارا علنا أنه يستخدم فترات الهدنة لإعداد عمليات هجومية جديدة، لكن واشنطن رغم تعهداتها الكثيرة، لم تفعل شيئا لفصل المعارضة المعتدلة عن قوات "النصرة".
وتابعت أن الولايات المتحدة لم تمارس أبدا ضغوطا حقيقية على "النصرة"، بل عارضت مرة بعد أخرى أي محاولة روسية لإيقاف هجمات هذا التنظيم.
وشددت الوزارة في بيانها: "يعد القرار الحالي لواشنطن انعكاسا لعجز إدارة باراك أوباما عن الوفاء الشرط الرئيسي لمواصلة تعاوننا من أجل تجاوز الأزمة السورية. أو ربما لم تكن لواشنطن أبدا أي نية للقيام بذلك. ويتعزز لدينا الانطباع بأن واشنطن في سعيها لتغيير السلطة في دمشق، مستعدة لعقد صفقة مع الشيطان أي الدخول في ائتلاف مع الإرهابيين المعروفين الذين يحلمون بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ويزرعون معاييرهم غير الإنسانية بالقوة".
ودعت موسكو واشنطن مجددا إلى تقييم الوضع، لترى كيف تبدو خطواتها في عيون العالم. وذكرت الخارجية الروسية بأن الرهانات أصبحت عالية جدا، وإذا تعرضت سوريا بسبب القرارات الأمريكية لهجمات إرهابية جديدة، فسيلقى باللوم على البيت الأبيض. وشددت قائلة: "الكرة أصبحت في ملعب واشنطن التي يجب أن تفكر بجدية في المستقبل الذي تريده للشعب السوري".