ووفق الصحيفة"، فبالرغم من مقتل كبار قادة "حماس" وآلاف المقاتلين، واستنزاف ترسانة الحركة بشدة، وسيطرتها الآن على أقل من نصف الأراضي في غزة، تمكنت حماس من إعادة تأكيد سلطتها في غزة، وفقا لمسؤولين أمنيين إسرائيليين ومسؤول استخبارات عربي، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة التقييمات الداخلية.
وقال شالوم بن حنان، مسؤول رفيع سابق في الشاباك، وكالة الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية: "تلقّت حماس ضربة قوية، لكنها لم تُهزَم". وأضاف: "إنها لا تزال قائمة".
هذا وخرجت حماس من الحرب بأساس يمكنها البناء عليه، حيث قال بن حنان، الذي يتلقى إحاطات من قيادة الشاباك، إنه على الرغم من تقلص صفوف حماس، تشير التقديرات الرسمية إلى أن 20 ألف مقاتل ما زالوا باقين.
وفي هذا الصدد، صرح العميد إيريز وينر، الذي شغل منصبا رفيعاً في الجيش الإسرائيلي حتى مارس: "لقد استبدلت حماس بسرعة القادة الذين قُتلوا في الحرب".
وأكد المسؤولون الصهاينة والعرب أن الحركة لديها العديد من الأماكن للاختباء وتخزين الأسلحة، نظرا لأن أكثر من نصف شبكة الأنفاق تحت الأرض لا يزال سليماً
لا تزال حماس تدير الأجهزة الحكومية المركزية في غزة، بما في ذلك الأجهزة الأمنية، وفقا لـ بن حنان. وقد تضاءل إمدادها من الصواريخ، لكن أعضاءها ما زالوا يمتلكون أسلحة خفيفة، مثل البنادق الآلية، والقذائف الصاروخية (RPG)، وقذائف الهاون.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن السكان، أن مقاتلي "حماس" يقومون بتشغيل نقاط تفتيش في أجزاء من غزة ويستجوبون ويحتجزون الأشخاص. وأشارو إلى أن شرطة "حماس" منعت الناس من محاولة السرقة من شاحنات المساعدات والمنازل المهجورة.
وبالنسبة لحماس، فإن التخلي عن جميع أسلحتها سيكون بمثابة التخلي عن عنصر أساسي من هويتها: القدرة على مقاومة إسرائيل. وحول ذلك، علق وسام عفيفة، المحلل الفلسطيني والمدير التنفيذي السابق لقناة الأقصى التابعة لـ"حماس"، قائلا إن أعضاء "حماس" ينظرون إلى أسلحتهم على أنها ضرورية للدفاع عن النفس، علاوة على ارتباطهم الأيديولوجي بها.
وفي هذا السياق، حذر بن حنان، المسؤول السابق في الشاباك، من أن حماس يمكن أن تشكل "تهديدا" مرة أخرى في المستقبل، إذا تهاونت إسرائيل بشأن الحركة.
ورأى أنه "إذا استمرت "حماس" في السيطرة على أجزاء من غزة وأرادت إعادة بناء قدراتها، فسوف تجد طريقة لإعادة بنائها".
وختم بالقول: "قد تكون المعركة القادمة بعد 10 أو 20 عاما، لكنها قد تكون أسوأ بكثير من 7 أكتوبر".
المصدر: روسيا اليوم

