طباعة هذه الصفحة

فرانشيسكا ألبانيزي: فلسطين شوكة في خاصرة النظام العالمي مميز

22 نوفمبر 2025 -- 10:04:02 59
  نشر في بقية العالم

الميثاق/وكالات

قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي إنّ العجز الحاصل في الأمم المتحدة، معتبرة أن العالم يعيش اليوم تحت "قانون الأقوى"، في مقابل تراجع فاعلية القضاء الدولي والدبلوماسية.

 

وفي تصريحات للجزيرة نت، أكدّت ألبانيزي أنّ القضية الفلسطينية لم تعد مجرد مأساة إنسانية، بل عبئا سياسيا عالميا تتداخل فيه مصالح كبرى، محذرة من استنساخ السياسات المعادية للفلسطينيين داخل أوروبا، ومن محاولات الالتفاف على الجرائم الصهيونية في قطاع غزة، عبر تحويل الأنظار إلى صراعات أخرى، مثل السودان.

 

كما شددت على أنّ ما يجري في غزة يرقى إلى الإبادة الجماعية التي تنكرها معظم الدول الغربية، مؤكدة أنها تواصل عملها رغم التهديدات "لأنها لا تريد أن تعيش وهي تشاهد إبادة تتكشف يوما بعد يوم" حسب قولها.

 

قانون الأقوى

وعبّرت فرانشيسكا ألبانيزي عن قلق بالغ إزاء ما وصفته بـ"العجز البنيوي" الذي أصاب الأمم المتحدة ومؤسساتها، خاصة في قدرتها على منع الجرائم أو وقفها أو جبر الضرر الناتج عنها.

 

ورغم قناعتها بأن المنظمة بإمكانها إيجاد مخرج إن توفرت الإرادة، تعتقد المقررة الخاصة للأمم المتحدة أن هذا العجز لا يتعلق بالفلسطينيين فقط، بل يمتد ليشمل عشرات الصراعات التي لم تُناقش بعد داخل المنظومة الأممية.

 

وقالت ألبانيزي "الأجواء نفسها تهب على مباني وإجراءات كل من المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية التي تعد جزءا من الأمم المتحدة، ونحن عالقون بين الأمل واليأس، هناك أمل في أن يسود حكم القانون في المحاكم الدولية وأمل في أن تستعيد الدبلوماسية السيطرة على الوضع".

 

وترى أن المشهد الحالي يُدار وفق "قانون الأقوى" وأن ذلك لا يعود بالنفع على أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها التي "لا يستفيد سكانها من السياسة الخارجية الأميركية وسياساتها تجاه الأمم المتحدة"، ومع ذلك، تؤكد أن هناك نافذة أمل متبقية تتمثل في سيادة القانون الدولي، بدل قانون الأكثر تسليحا.

 

عبء سياسي عالمي

ورفضت ألبانيزي الاستمرار في تقديم القضية الفلسطينية كقضية إنسانية أو سلسلة مآس معزولة، مؤكدة أن ما يجري "لا يعتبر زلزالا أودى بحياة أكثر من 60 ألف فلسطيني، بل نظام ممتد من الانتهاكات"، وشددت على أن الخروج من "الفوضى" يبدأ بتطبيق القانون الدولي وأحكام محكمة العدل الدولية.

وعند سؤالها عن أخطر الانتهاكات التي ترصدها، قالت "من الصعب الإشارة إلى جريمة واحدة، لأن الانتهاكات تشمل جميع الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين في كل أنحاء الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الصهيوني ودولة الكيان".

 

وذهبت أبعد من ذلك حين أشارت إلى أن "السياسات المعادية للفلسطينيين التي يتبعها الكيان تُستنسخ اليوم في أوروبا، حين تُمنع المظاهرات والفعاليات الداعية للعدالة لفلسطين، بسبب تعرض الناشطين والمثقفين والصحفيين للاضطهاد".

 

وتعتقد ألبانيزي أن "قوة جماعات الضغط المؤيدة للفصل العنصري في أوروبا لا تأتي فقط من مواردها، بل من خوفنا وجبننا"، داعية إلى التحلي بالشجاعية.

وأضافت المقررة الأممية أن "القضية الفلسطينية عبء سياسي يثقل كاهل ملايين البشر وكاهل الفلسطينيين، وحياة شعوب الشرق الأوسط، وأولئك الذين يدفعون الثمن، حيث إنه عندما يدفع أحدهم هذا الثمن الباهظ، يكون هناك من يستفيد ومن ينتصر".

 

المصدر: الجزيرة