ولم يقتصر الأمر على الاغتيالات، بل سبق ذلك حملات تحريض وتشويه علني، كما حدث مع مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول، الذي كان هدفًا مباشرا لحملة شيطنة قبل اغتياله.
وفي سياق متصل، أطلق الاحتلال مؤخرًا حملة تحريضية جديدة استهدفت المصور الفلسطيني أنس فتيحة، زاعمًا أنه يزوّر الصور ويخدم "البروباغندا" الخاصة بحركة حماس، وذلك استنادًا إلى "تحقيق" نُشر في صحيفة Bild الألمانية، المعروفة بدعمها المعلن للرواية الصهيونية.
ووصلت الحملة إلى ذروتها حين ادّعت صفحة "إسرائيل اليوم"، أن عدداً من وسائل الإعلام الغربية — من بينها BBC — قررت وقف التعامل مع فتيحة بسبب "تزييف صوره". إلا أن "الميثاق" اتصلت مباشرة بالصحفي، الذي فنّد هذه الادعاءات جملةً وتفصيلًا، مؤكدًا أنها جزء من محاولة متكررة لإسكاته والتشكيك في مصداقيته، لافتا إلى أنّه لا يتعامل بشكل مباشر مع وسائل الاعلام التي ذكرتها صفحة "إسرائيل اليوم".
كما زعمت الصفة أنّ الصور التي يقدمها فتيحة مفبركة في محاولة منها لطمس الحقيقة و تغيير اتجاه الرأي العام العالمي، إذ يستخدم الاحتلال الإسرائيلي ما يُعرف بـ"الاستهداف الإعلامي" كجزء من أدوات الحرب، من خلال الضغط على الأصوات المستقلة، والتأثير على سرديات الإعلام الدولي عبر التشكيك في المصادر الميدانية. وبالنظر إلى تأثير الصحفيين المحليين في نقل الحقيقة من الميدان، فإن حملات التحريض ضدهم ليست سوى خطوة إضافية في مساعي طمس الحقيقة.
وشاركت حسابات إسرائيلية رسمية وغير رسمية في تضخيم الحملة ضد فتيحة، حيث انتشرت تدوينات ومنشورات تحريضية على منصات التواصل الاجتماعي، تهدف إلى شيطنته وإظهاره كأداة إعلامية في يد المقاومة، في تجاهل تام لمبادئ حرية الصحافة وحقوق الإنسان.
مروى بن عرعار