الجمعة، 22 نوفمبر 2024

توحيد الميليشيات المسلحة غرب ليبيا...فكرة أمريكية بإشراف شركة "أمنيتيوم" مميز

23 مارس 2024 -- 19:58:06 349
  نشر في المغرب العربي

بعدما اتفق الليبيون نظريّا على نبذ الاقتتال والعنف بكافة أشكاله على كامل التراب الليبي، ومواصلة العمل في طريق توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية، كشف رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايته في ليبيا عبد الحميد الدبيبة منذ أيام عن موقفه من وضع الميليشيات المسلحة المنتشرة في المنطقة الغربية.

وفي هذا الإطار أكّد الدبيبة أنه يدعم بقاء المليشيات ويرى فيها عاملا مهما لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.

 وقال الدبيبة، في مقابلة مع إحدى وكالات الأنباء أنّ مسلحي الميليشيات هُم أبناء وفلذات أكباد الليبيين الذين دافعوا عن أعراضهم ومقدساتهم في الشوارع من الغازي ومن الذين يريدون تخريب ليبيا.

وتبيّن من تصريحات الدبيبة أنّه يعترف بدور الميليشيات وسيمكنها من بسط نفوذها تحت غطاء شرعي وسياسي كقوى رديفة للمؤسسة العسكرية النظامية، مشيرا إلى أنّه "لابد أن يرافق هذه المرحلة اختراقات من هنا وهناك من قبل الميليشيات"، في محاولة منه لتبرير المواجهات التي أدت إلى سقوط عشرات من القتلى والجرحى بين الميليشيات في العاصمة "طرابلس" و"مدن غريان" والزاوية و "ورشفانة" و "العجيلات" وغيرها.

وهذا ما أكدته زيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، صباح السبت الماضي، إلى طرابلس، التي تم خلالها بحث توحيد الميليشيات المسلحة في الغرب الليبي، وطرق تعزيز أمن الحدود بين البلدين الشقيقين، ومكافحة الإرهاب وعمليات التهريب.

حيث قام باجتماع مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ووزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية وبعض المسؤولين.

وبحسب مصادر داخل حكومة الوحدة الوطنية فإن الأخيرة تعمل بالفعل بدعم أمريكي مباشر على شرعنة الميليشيات المسلحة وتوحيدها لتعزيز دورها السياسي في المراحل القادمة، حيث سيضم التحالف الميليشياوي الأمني الجديد، اللواء 444 وقوات الردع وكتائب محمد بحرون الملقب بالفار وكتيبة فرسان الجنزور.

كما أنّ دعمها بالسلاح والتدريب والمال جار على قدم وساق وهو ما دل عليه ظهور جون بوزارث، نائب الرئيس العملياتي الأول في شركة "أمينتيوم" الأمريكية في طرابلس مؤخرا.

فقد أشار شهود عيان الى تواجد "بوزارث" في فندق كورنثيا بطرابلس وتجوله مع مرافقيه حول الفندق منذ أيام.

وهو المسؤول الأمني الرفيع المستوى في شركته العالمية التي تعد المقاول الرئيسي للحكومة الأمريكية في قطاع الدفاع، والذي يتولى فيها مهام عقد الصفقات مع الحكومات لتدريب القوات المحلية وتوريد السلاح والدعم اللوجستي اللازم لها.

فلشركة "أمينتيوم" الأمريكية باع طويل في افريقيا، حيث أبرمت الشركة برعاية برنامج حفظ السلام في أفريقيا التابع لوزارة الخارجية الامريكية عقودا لتدريب القوات المسلحة في دولة بنين وبناء قواعد عسكرية للجيش الوطني الصومالي بالإضافة إلى عقود في التصميم والهندسة والبناء في مواقع متعددة في جميع أنحاء الصومال.

كما حصلت شركة أمينتيوم على عقد في برنامج الحد من التهديدات البيولوجية التابع لوزارة الدفاع الامريكية في القارة الأفريقية لتعمل الشركة على تأمين مسببات الأمراض وإجراء التجارب البيولوجية والمخبرية في عدة دول افريقية.

وهي أيضا المتعاقد الأول مع وزارة الدفاع الأمريكية في أفغانستان، حيث قامت ببناء القواعد العسكرية وجلب الأسلحة والمعدات إقامة المختبرات لصالح الجيش الامريكي.

والآن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع شريكها الأساسي في ليبيا عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية ومن خلال أدواته المتمثلة بالميليشيات المسلحة إضافة الى أدواتها المتمثلة بشركة "أمينتيوم" الأمنية المشبوهة على زعزعة الوضع السياسي المتأزم في البلاد، وتحقيق غاياتها في الحفاظ على حالة عدم الاستقرار الأمني المصاحبة لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي لتبقى لها اليد العليا في التحكم بموارد ليبيا والليبيين.

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة