وقد رجحت صحيفة "صباح" التركية أن المنفذين الـ3 لتفجيرات مطار "أتاتورك" في اسطنبول كانوا يخططون للقيام بمجزرة أكبر عبر احتجاز عشرات المسافرين رهائن قبل تفجير شحناتهم الناسفة.
وأفادت "الصباح" في تقرير نشرته اليوم الجمعة 1 جويلية نقله موقع روسيا اليوم، بأن حصيلة المجزرة كان من الممكن أن ترتفع بشكل كبير لو لم يتم اعتراض المهاجمين الذين أرادوا في الأصل أخذ عشرات المسافرين رهائن وتفجير أنفسهم في وسطهم، حسب اعتقاد الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن "السترات التي ارتدوها لإخفاء شحناتهم الناسفة لفتت انتباه المدنيين وأحد عناصر الأمن".
وفي تسجيلات فيديو نشرتها وسائل إعلام تركية، نقلا عن كاميرات المراقبة في المطار، بدا 3 رجال يرتدون سترات داكنة اللون واعتمر اثنان منهما قبعة.
وسجلت كاميرات مراقبة آخرى لحظة إطلاق أحد الإرهابيين النار على شرطي كان يرتدي زيا مدنيا، ليعيد المهاجم الكرّة بعد ملاحظته أن الضحية لا يزال حيا.
وأفاد موقع "خبر تورك"، الذي نشر شريط الفيديو، أن المعطف الذي كان يرتديه المسلح بالرغم من فصل الصيف، أثار الشبهات مما جعل الشرطي يتوجه إليه قبل أن يتعرض للهجوم.
ويظهر في إحدى اللقطات رجل أمن بلباس مدني يطلب من أحد المهاجمين أوراقه الثبوتية، ثم بدا لاحقا راكعا والشرطي يصوب إليه سلاحه.
كما أقدم الانتحاريون الذين افترقوا قبل تفجير أنفسهم في مختلف نواحي المطار على قتل الناس بإطلاق النار عليهم من أسلحة رشاشة.
وفي إشارة إلى جنسيات الانتحاريين، ذكرت وكالة "DHA" التركية،اليوم أن 2 من منفذي التفجيرات بمطار "أتاتورك" كان يحملان جوازي سفر روسيين.
وأوضحت الوكالة، استنادا إلى مصادر في الأجهزة الأمنية التركية، أن أحد الانتحاريين كان لديه جواز سفر باسم ركيم بولغاروف والثاني باسم فاديم أوسمانوف.
ولم تؤكد بعد أي مصادر رسمية هذه المعلومات.
يذكر أن 3 تفجيرات انتحارية هزت مطار "أتاتورك"، في 28 جوان الماضي في عملية إرهابية أودت بحياة 44 شخصا وأسفرت عن إصابة 239 آخرين، وأعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، في وقت لاحق أن الدلائل التي جمعتها قوات الأمن التركية تشير إلى تورط تنظيم "داعش" الإرهابي في هذه العملية.
بدورها، أفادت وسائل إعلام تركية أن التفجيرات كان قد نفذها انتحاريون من جمهورية داغستان الروسية وقرغيزستان وأوزبكستان.
وأوضحت صحيفة "حرييت" أن الانتحاريين الـ3 استأجروا شقة في منطقة فاتح، حيث يكثر السوريون والفلسطينيون واللبنانيون والأردنيون، ودفعوا مسبقا 24 الف ليرة تركية (حوالى 7500 يورو) لمدة عام.
وذكرت وكالة "الأناضول" نقلا عن مصادر أمنية، أن الشرطة التركية أوقفت 24 شخصا باسطنبول في إطار التحقيق، 13 منهم أوقفوا يوم الخميس و11 يوم الجمعة، ومن بينهم 15 أجنبيا، كما احتجزت 9 آخرين في محافظة إزمير الغربية.
وفي الوقت الذي تصمت فيه السلطات التركية عن هوية من يقف وراء هجمات اسطنبول الدامية، أشارت وسائل إعلام تركية إلى أحمد تشاتايف بصفته العقل المدبر لهجوم المطار وزعيم تنظيم "داعش" في اسطنبول، مؤكدة أنه سبق أن دبر الاعتداءين قرب ساحة تقسيم، في شهر مارس الماضي، ومنطقة السلطان أحمد، في شهر جانفي، بقلب اسطنبول.
وأعلن رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب في الكونغرس الأمريكي، مايكل مكول، أن المشتبه به في تدبير تفجيرات مطار "أتاتورك" باسطنبول التركية كان يدخل ضمن قيادة تنظيم "داعش" الارهابي وزار سوريا مرارا.
وأشار النائب الأمريكي، في مقابلة مع قناة "سي إن إن"، إلى أن الولايات المتحدة تتوفر لديها معلومات تدل على أن العقل المدبر للهجمات التي ضربت في 28 جوان أكبر مطار بتركيا هو أحمد تشاتايف، ويتحدر من جمهورية الشيشان الروسية.
وقال مكول: "نعتقد أنه كان يقوم بتنسيق أعمال الانتحاريين الـ3 في اسطنبول بغرض تنفيذ هجوم خلال شهر رمضان".
وأضاف مكول: "هو ربما العدو رقم واحد في شمال القوقاز بروسيا... وقد زار سوريا مرارا وأصبح أحد قادة ما يسمى بوزارة الحرب التي تقوم بتنفيذ عمليات داعش".
وأوضح النائب أن الولايات المتحدة لا تتوفر لديها معطيات حول مكان وجود أحمد تشاتايف، لكن صلاته بالإرهابيين معروفة جيدا ومتأكدة.
جدير بالذكر أن تشاتايف، المعروف أيضا بلقب أحمد ذي اليد الواحدة، أدرج، حسب معلومات وزارة المالية الأمريكية، في شهر أكتوبرالماضي، على قوائم العقوبات الأمريكية التي تضم شخصيات ومنظمات يشتبه في علاقتها بالإرهابيين.