الجمعة، 22 نوفمبر 2024

حرب غزة وجبهات المساندة والوساطات...السباق حول انتاج الهزيمة مميز

05 مارس 2024 -- 09:56:13 154
  نشر في الشرق الاوسط

التدقيق في تطورات ومجريات حرب غزة وحروب الجبهات المساندة و الوساطات والديبلوماسية يُبين وجود  3 مسارات متوازية عسكرية وانسانية وسياسية.

وكل هذه المسارات تحمل معان سياسية تحكم طريقة التعاطي معها وتبين منطلقاتها والأهداف التي تسعى إليها والتي تذهب بمجملها إلى التوصل لإعلان هزيمة المقاومة الفلسطينية وهزيمة مقاومات المساندة و استعجال أخذ ما لم يُأخذ بالحرب عبر الضغوط والمناورات التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية بواسطة الحليفين أو بالأحرى التابعين القطري والمصري لمصلحة انعاش الكيان الصهيوني المهزوم.

على المستوى العسكري يتم التهديد بمعركة رفح   ويشتد ويتركز القصف الذي يُؤشر لهذه المعركة    و أهداف التهجير الموضوعة لها    إضافة الى المجازر المرتكبة والتي ترتكب يوميا بوحشية تفوق ما قد تبتدعه اللغة  لوصف اجرامها وبعدها عن ان اي معنى  من معاني  الأنسنة....يتحول هذا الإجرام وهذا التهديد  إلى أدوات  ضغط بيد من تديرهم الولايات المتحدة الأميركية "كوسطاء عرب يتحدثون اللغة الصهيونية  "لمطالبة حماس  و منظمات المقاومة الفلسطينية بالقبول بمبادرة باريس الاميركية الصهيونية  على اعتبارها الامل الوحيد  لوقف  حرب إبادة الفلسطينيين وللحفاظ على  ما يمكن ان يتبقى مما  يعتبرون انه القضية الفلسطينية.

على المستوى الإنساني يستخدم" الوسطاء المستعربين "كل الإجرام اليومي الصهيوني للضغط في نفس الاتجاه الذي يهدفون من خلاله إلى تنفيذ أجندة المعلم الاميركي الصهيوني تحت شعار الحفاظ غلى الفلسطينيين ووقف الإبادة الكاملة ….ولعل عمليات إنزال المساعدات من الجو بواسطة الطائرات هي اسطع دليل على أّن الهدف هو من جهة ابقاء الفلسطينيين على حافة الجوع المميت و من جهة ثانية الاشارة  الى الموافقة على استمرار العمليات  الاجرامية الصهيونية حتى  الحصول على استسلام المقاومة  ناهيك عما تحمله هذه العمليات من  محاولات الاذلال.

أمّا على المستوى السياسي فتتشعب العمليات والممارسات والدلالات في اتجاهات متنوعة :

أ- خروج الصهيوني من المفاوضات مع ما يُسمى الوسطاء ودخول الاميركي وحيدا كمدير لهذه المفاوضات وبواسطة من كانوا يُسمّون وسطاء   بحيث باتوا هم من يفاوضون حماس والفصائل كبديل عن الاسرائيلي وبإدارة اميركية مباشرة ويستعملون كل الادوات الاميركية والصهيونية الاجرامية كوسائل ضغط لفرض الاستسلام على الفلسطينيين.

ب-التعامل مع المقاومة الفلسطينية في غزة على كونها مهزومة وان "الوسطاء المستعربين"

يسعون لإيجاد مخارج لها عبر إشراكها في مؤسسات السلطة الفلسطينية من منظمة التحرير الى الحكومة عبر تشكيل حكومة تكنوقراط تتمثل فيها حماس بتمثيل غير مباشر سياسيا وعبر وزراء تكنوقراط.. و قد بوشر بتنفيذ هذه الخطوات   واستقالت الحكومة لإعطاء الانطباع وكأن الأمور تسير في هذا الاتجاه   وأن كل الكلام عن المقاومة والصمود والشروط هو "من قبيل المظاهر والادعاء لحفظ ماء الوجه"   وذلك كمحاولة لجعل كل هذا التخطيط كأمر واقع …!!..

 

ج-الضغط الاميركي المباشر على الحكومة العراقية، كون الولايات المتحدة الأميركية هي المسيطرة على الثروة والأموال العراقية وهي التي تديرها لوقف   عمليات الحشد الشعبي ضد الاحتلال الاميركي   في العراق وسوريا كون الحشد الشعبي هو مؤسسة شرعية عراقية   تابعة لإدارة الحكومة العراقية وذلك بهدف تخفيف جبهة المساندة لغزة .

د- بذل جهد واسع متنوع الأطراف والمنطلقات والوسائل والقوى والشعارات وصولا الى الاغراءات الخادعة للضغط لفصل جبهة الجنوب اللبناني عن غزة وادخال لبنان في مسار تسوية مع العدو الاسرائيلي خارج عنواني الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها اللذين يعتبر الاميركي واتباعه انهما سيكونان محل احراج للمقاومة الاسلامية في لبنان …. وهكذا تم تنشيط عمل الخماسية ونشيط سفراءها في لبنان وخصوصا السعودي والمصري و عاد ساحر خدعة   الترسيم البحري "هوكشتاين" وفريق عمله اللبناني   لترويج خدع سحرية على شكل شائعات حول مكاسب تحريرية شبيهة بسحر الترسيم    وتم ايقاظ   أميركي  لأصوات و نفير جماعة" السيادة التبعية " الفريدة كفرادة   نظام التعايش    فارتفع  الصراخ   برفض  حرب المساندة ورفض اي  علاقة للبنان بما يجري في غزة وفلسطين     للضغط  على المقاومة  والوصول الى انتاج هزيمة المقاومة   واعادة انعاش وضع الكيان الصهيوني المهزوم

ه- الاعتقاد أنّ انتاج الهزيمة  في غزة و   فصل الجبهة اللبنانية  عن جبهة غزة سيسمح بمشروع مواجهة مع  قوى الشعب اليمني  العظيم  سيكون له وجهات أخرى لها علاقة باستراتيجية الممرات المائية وعلاقتها بالتنافس الاوروبي الصيني  الدولي

 

انتاج الهزيمة

في بداية الحرب وبعد عملية طوفان الاقصى   كتبت عن ضرورة عقد اجتماع سريع لدوائر معنية في محور المقاومة للبحث في انتاج هزيمة الكيان الصهيوني وبحث مرحلة ما بعد هذه الهزيمة   لأن السقف السياسي لعملية طوفان الأقصى هو سقف سياسي دفاعي يتناقض مع المفاعيل الهجومية  للعملية.

وجاءت رؤيوية  "الكلمة  للميدان" لتحقق التطور التدريجي للسقف السياسي  في اتجاه تصحيح الخلل بين العملية الهجومية ذات البعد الاستراتيجي وبين السقف السياسي الدفاعي المطروح ..

ألاّ أنّه و للأسف لا يزال السقف السياسي يراوح مكانه رغم الحجم الذي وصلت إليه العمليات العسكرية على مختلف الصعد الايجابية والسلبية  .. وهذا ما سمح لهجمة أميركية  ومستعربة بهجوم مضاد  عبر تحويل  السقوف  السياسية الى سقوف انسانية وممارسة اقسى الضغوط تحت هذا الشعار لتحقيق نتائج في الهجوم المضاد ومحاولة استعادة المبادرة  لإنتاج هزيمة المقاومة …!!!؟؟

ولعل ما أعلنه الساحر الصهيوني هوكشتاين في بيروت عن أنّ وقف اطلاق النار في غزة وفي جبهة لبنان غير كاف هو إشارة واضحة إلى أنّ  تحرك الوساطات  في غزة والديبلوماسية في لبنان هدفهما ليس الوصول إلى تسويات بل إنّ الهدف هو انتاج هزيمة المقاومة  عبر  اتفاقات الهدن وسحر الاغراءات الخادعة  بعد فشل  انتاجها بالحرب العسكرية.

 

علي يوسف

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة