وقال مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس": "أربعة تفجيرات انتحارية وقعت ليلة الاثنين في بلدة القاع" مشيرا إلى أن اثنين منها وقعا بالقرب من مدرعة للجيش ومركز للمخابرات داخل البلدة... "كما فجر انتحاري على الأقل نفسه قرب كنيسة البلدة"، أثناء تشييع ضحايا تفجير الفجر.
وقال مصدر أمني: " تدور اشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحين على أطراف البلدة بعد دوي التفجيرات" تزامنا مع مناشدة رئيس البلدية بشير مطر عبر وسائل الإعلام أهالي البلدة ملازمة منازلهم خشية وجود انتحاريين آخرين.
وفي وقت لاحق أصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا أشارت فيه إلى تفاصيل تفجيرات المساء، قائلة: "عند الساعة 22:30 من مساء اليوم، أقدم أحد الانتحاريين يستقل دراجة نارية على رمي قنبلة يدوية باتجاه تجمع للمواطنين أمام كنيسة البلدة، ثم فجر نفسه بحزام ناسف، تلاه إقدام شخص ثان يستقل دراجة على تفجير نفسه في المكان المذكور".
وأضافت القيادة "ثم أقدم شخصان على محاولة تفجير نفسيهما حيث طاردت وحدة من مخابرات الجيش أحدهما ما اضطره إلى تفجير نفسه دون إصابة أحد، فيما حاول الانتحاري الآخر تفجير نفسه في أحد المراكز العسكرية، إلا أنه استهدف من قبل العناصر ما اضطره أيضا إلى تفجير نفسه دون التسبب بإيذاء أحد".
وأعلنت أنها استقدمت "تعزيزات إضافية الى البلدة، وباشرت وحدات الجيش تنفيذ عمليات دهم وتفتيش في البلدة ومحيطها بحثا عن أشخاص مشبوهين".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الجيش اللبناني عثر على قنابل يدوية الصنع في الأماكن التي فجر فيها الانتحاريين أنفسهم في بلدة القاع، كما طلب الجيش إرجاء تشييع قتلى البلدة نظرا للوضع الأمني السيء.
وكانت الموجة الأولى من الهجمات الانتحارية وقعت الساعة الرابعة فجرا فقتلت خمسة أشخاص كلهم مدنيون. وفجر الانتحاري الأول نفس بعد أن واجهه أحد السكان فيما نفذ الثلاثة الآخرين تفجيراتهم الانتحارية واحدا تلو الآخر مع وصول الناس إلى المكان. وأعلن الجيش اللبناني إصابة أربعة من جنوده.
ورجحت مصادر أمنية وقوف تنظيم "داعش" خلف تلك التفجيرات، لكن لم يصدر حتى الآن أي إعلان بالمسؤولية.
من جهته أعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر منع تجول النازحين السوريين في بلدتي القاع وراس بعلبك المجاورة، مشددا على أن "الموضوع الأمني اليوم فوق كل اعتبار".
يذكر أن القاع بلدة ذات غالبية مسيحية، كما يقطنها عدد كبير من العائلات السنية، لا سيما في منطقة مشاريع القاع الزراعية حيث تتداخل الحدود مع الأراضي السورية، إلى جانب انتشار مخيمات عشوائية للاجئين السوريين على أطرافها.
ولطالما شهدت المنطقة منذ اندلاع النزاع السوري خروقات أمنية كان خلفها مقاتلون معارضون للسلطات السورية عبر الحدود من وإلى سوريا، ليتغير الوضع قبل أشهر بعد إغلاق الحدود تماما مع سيطرة القوات الحكومية السورية على الجانب السوري منها، وتشديد القوى الأمنية اللبنانية رقابتها على المناطق الحدودية.