في هذه المقالة، التي طال انتظارها، يكرر الرئيس الروسي اتهاماته للأوروبيين، على رأسهم البولنديون، بالرغبة في تحميل الاتحاد السوفياتي وزر الحرب على مستوى واحد مع ألمانيا النازية. إذ وقعت ألمانيا وروسيا اتفاقية سرية لتقاسم أوروبا الشرقية، ولا سيما بولندا.
ووجه بوتين مجدداً سهامه إلى وارسو وإلى قرار جديد للبرلمان الأوروبي يدين غزو بولندا وتقسيمها في أيلول/سبتمبر 1939، مكرراً أن الاتحاد السوفياتي لم يكن لديه خيار آخر لأن البريطانيين والفرنسيين كانوا قد خضعوا للنازيين خلال اتفاقيات ميونيخ عام 1938، وأن البولنديين كانوا قد نسفوا فرص قيام تحالف بين باريس ولندن وموسكو.
وقال بوتين إن “المأساة التي عانت منها بولندا (مع الغزو الألماني من جهة والسوفياتي من جهة أخرى) تقع مسؤوليتها بالكامل على السلطات البولندية” التي يتهمها أيضاً بالتواطؤ مع هتلر في الأشهر التي سبقت الغزو.
ويعتبر فلاديمير بوتين أن التشكيك بالدور السوفياتي في الحرب العالمية الثانية يساهم في تقويض أسس النظام الدولي المولود عام 1945 والمؤسَّس على منظمة الأمم المتحدة.
كما جدد دعوته لعقد قمة للدول الخمس الكبرى، وهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، أي روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن “العالم يمر بأوقات مضطربة”.
ويقترح على جدول الأعمال الأزمة الاقتصادية الناتجة عن وباء فيروس كورونا.
وكتب قائلاً: “إن قدرتنا على التنسيق والعمل معاً كشركاء حقيقيين ستحدد شدة تأثير الجائحة ومدى سرعة خروج الاقتصاد العالمي من الركود”.
اقترح بوتين هذه الصيغة في بداية 2020، خلال إحياء ذكرى تحرير أوشفيتز في إسرائيل. وقالت موسكو إن القادة الآخرين موافقون من حيث المبدأ، ولكن لم يتم تحديد جدول زمني.