وعقد بعض تلك التحالفات مع أطراف لها عداء عقائدي وأيديولوجي واضح مع "القاعدة"، على الرغم من علم التنظيم بأن هذه الاستراتيجية قد تنقلب عليه، خصوصا مع ظهور تنظيمات أكثر تشددا منه مثل تنظيم "داعش".
وشرح التقرير كيف استفادت "القاعدة" تاريخيا من اتباع تلك الاستراتيجيّة فمنذ تأسيسها خلال المراحل الأخيرة من الحرب الأفغانية السوفياتية، لم تتلق "القاعدة" دعما مباشرا من دولة ما، لكنها استفادت بشكل غير مباشر من دعم دول عظمى كالولايات المتحدة، وأخرى إقليمية كانت ترغب في دعم المجاهدين ضد النظام الشيوعي الموالي للسوفيت في كابل.
وأضاف التقرير أنه عقب الغزو الأميركي للعراق في 2003 دعم النظام الإيراني مجموعات متشددة عراقية بهدف تدمير جهود الحرب الأميركية في العراق.
ووفق التقرير فعلى غير ما قد يتوقعه البعض، لم يكن دعم إيران موجها حصرا إلى المجموعات الشيعية، وإنما امتد إلى تنظيم "القاعدة في العراق" وهو أحد فروع التنظيم.
وأضاف التقرير أنه وعلى الرغم من قدرة "داعش" في تحقيق نمو سريع بين عامي 2014 و2015 وعدم موته حتى الآن، إلا أن تنظيم "القاعدة" أثبت أن استراتيجيته النفعية البراغماتية كانت أشد فعالية.
كما أشار التقرير إلى أن "داعش" قاتل في الحرب السورية ضد كل الأطراف بما فيها الولايات المتحدة والدول العربية ونظام الأسد وروسيا وإيران"، وفي المقابل، سعت "هيئة تحرير الشام" المنتسبة إلى "القاعدة" إلى استغلال الخلافات الكامنة خلف الصراع فتلقت دعما من تركيا وقطر وكل الأطراف التي دعمت السنّة ضد نظام الأسد وحلفائه.
وحذر التقرير من أن قرع طبول الحرب في الخليج، وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى أعلى درجاته، قد يؤدي إلى اتخاذ طهران خطوات لإعادة تشكيل النظام الإقليمي مع إمكانية أن يشمل ذلك إعادة التعاون مع المتشددين الجهاديين المستعدين دوما لاستغلال الوضع لصالحهم إذ تشير تجارب التاريخ إلى أن تجدد الصراع يمكن أن يعزز قوة تنظيم "القاعدة".
كما لم يستبعد التقرير أن يغير "داعش" استراتيجيته الحالية ويسعى لمحاكاة تنظيم "القاعدة" من أجل بناء قوته من جديد.
المصدر: "إندبندنت عربية"