وصرح بأن النظام الايراني هو من يقوم بتمويل الميليشيات ويساهم بالتدخل في النزاعات الإقليمية في الشرق الأوسط، ودعا القوى الأوروبية إلى ممارسة الضغط على النظام الإيراني لوقف أنشطته المزعزعة للاستقرار.
كما شارك في المؤتمر السفير مارك أوتي، المبعوث البلجيكي الخاص لسوريا، الذي أشرف على هذا الحدث والذي أشار إلى أنه ينبغي على أوروبا توسيع نهجها تجاه إيران بهدف إقامة نظام إقليمي جديد يستند إلى حكم القانون. كما قام سعادة السفير نيكولاس سوران، الممثل الفرنسي للجنة السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، بالتوضيح بأن مفتاح المشاركة مع إيران يعتمد على "نهج مزدوج"، وهو النهج الذي يكون حازما في الوقت الذي يحتفظ فيه بالحوار ويقيد إيران بالتزاماتها.
ومن بين المتحدثين الرئيسيين الآخرين الدكتور إيثان كوربن، مدير لجنة الأمن والدفاع في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو الذي ذكر أن انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي قد سلط الضوء على وجود فجوة بين ضفتي أوروبا وأميركا فيما يتعلق بإيران.
وقال أيضا إن على القوى الأوروبية أن تدرك أن الاتفاق الأصلي لم يكن سوى "إسعافات أولية" لم يتناول وقتها قضايا خطيرة أخرى في إيران مثل حقوق الإنسان.
وذكّر الدكتور إمانويل دوبوي، رئيس معهد الاستشارات والأمن الأوروبي، بأن القوى الأوروبية لديها خلافات فيما يتعلق بإيران واتفاق الشراكة، وأن أولئك الذين يدعمون الصفقة غالباً ما يفعلون ذلك لأسباب تتعلق بالأعمال والاقتصاد.
في حين أجاب السيد جليل شيرحاني، الأمين العام لحزب التضامن الديمقراطي الاحوازي، بأن النظام الإيراني لا يزال يشكل نفوذاً خطيراً على الشرق الأوسط فإن ذلك من شأنه إسكات المعارضة السياسية داخل إيران من خلال أي وسيلة ضرورية، والتي تستمر في قمعها وقمع حقوق العديد من المواطنين العاديين وممثلي الأقليات الدينية أو العرقية على وجه الخصوص، داخل الاراضي الايرانية.
على اثر هذا الحدث، طرح مركز بروكسل الدولي التوصيات التالية، وهي توصيات من المنتظر أن تخرج نحو التفعيل في كل المؤسسات المؤثرة والفاعلة:
1ـ على إيران كدولة طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، احترام حرية الفكر والوجدان والدين، فضلاً عن حرية التعبير وتكوين الجمعيات و السماح بالتجمع السلمي، بما يتماشى مع التزاماتها، وهذا يتطلب سياسات حازمة وتنفيذية يرعاها او يراقب تنفيذها الاتحاد الأوروبي.
2ـ يجب اطلاق سراح معتقلي الرأي و ان تتوقف عن سجن نشطاء المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين في مجال البيئة والنشطاء السياسيين. مع احترام الحق الأساسي للمتهمين بالتمثيل القانوني والمحاكمة العادلة، وعليه نوصي بتطبيق سياسات المراقبة والمتابعة من خلال التواصل مع ناشطي الحرية في المجتمع الإيراني.
3ـ يطالب المركز ايران بوقف كامل التدخلات في شئون دول المنطقة من خلال الحرب بالوكالة و التوقف عن اصدار التهديدات من حين الى اخر بحق دول المنطقة و سحب قواتها العسكرية المتواجدة داخل هذه الدول.
4 ـ يطالب مركز بروكسل الدولي ايران بوقف تسليح الميليشيات و التوقف عن تقديم الدعم اللوجستي و المالي لها في مواجهة الانظمة الشرعية في بلادها.
5 ـ يوصي المركز دول الاتحاد الاوربي باتخاذ موقف جديد تجاه ايران ياخذ بعين الاعتبار مجموع الانتهاكات الايرانية بحق مواطنيها و التدخلات الايرانية في شئون دول الجوار ولا تحصر الموقف تجاه ايران فقط بالحفاظ و التمسك بالاتفاق النووي احتراما و التزاما بالقيم الاوربية.
6 ـ يطالب المركز دول الاتحاد الأوربي بالعمل لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي من اجل الحفاظ على الامن والسلم الإقليمي والدولي.
7 ـ يوصي المركز بتشكيل لجنة اوربية مختصة ومستقلة لتقصي الحقائق و التحقيق في انتهاكات النظام الايراني لحقوق المدنيين وقمع المتظاهرين والتمييز العنصري ضد الاقليات مع ضرورة اصدار تقرير علني بهذا الخصوص.
8ـ على اوربا العمل على تعزيز السلام والأمن والاستقرار الإقليميين فضلا عن التسوية السلمية للنزاعات الإقليمية من خلال الحوار والمشاركة، ورعاية أي مظلة حوار قائمة على نزع فتيل الأزمات.
9 ـ على أوروبا أن توسع نطاق سياساتها تجاه إيران وأن تبتعد عن إدارة الأزمات ببساطة من أجل إنقاذ الصفقة النووية، كما يدعو المركز إلى نهج أوروبي شامل ومشاركة طويلة الأمد في قضايا مختلفة مثل: الأمن والتجارة والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئة والجريمة عبر الحدود.
الجدير بالذكر ان المركز سيقوم بإعداد تقرير نهائي عن المؤتمر، يلخص تدخلات المتحدثين الرئيسيين ويبرز اهم ما ذكر خلال هذا الحدث.