الإثنين، 25 نوفمبر 2024

تونس/الميثاق/رأي

 

 

هل نحن في آخر الزمان، إذ انقلبت أحوالنا وتبدلت عاداتنا، وبليت تقاليدنا، وتردت مفاهيمنا، وفقدنا قيمنا، وتخلينا عن أخلاقنا، وبتنا غرباء عن بعضنا، لا روابط بيننا، ولا أواصر تجمعنا، ولا دين يوحدنا، ولا وطن يضمنا، ولا أمة تشملنا، نعادي بعضنا ونكره أنفسنا، ونتآمر مع العدو على بني جلدتنا، وننقلب بسهولةٍ على إخواننا وأشقائنا، إذ نصدق العدو ونسالمه، ونؤيده ونصالحه، ونركن إليه ونتحالف معه، ونقف إلى جانبه ونسانده، فنحزن إن أصابه مكروه، ونهتم إن نزلت به مصيبة، وندعو له لينجو منها ويتجاوزها، ونفرح له إن انتصر علينا وننال من أهلنا، ونبرر له عدوانه علينا، ونجيز له ظلمه لنا، ونفسر عدوانه بأنه دفاعٌ عن النفس مشروعٌ، وحاجةٌ وطنيةٌ مطلوبةٌ، تلجأ إليها كل الأمم، وتعتمدها كل الدول.

 

هل نصدق أن من بيننا من يصادق العدو الصهيوني ويتحالف معه، ويؤيده ويسانده في عدوانه علينا، ومن يحزن لمصابه ويبكي لألمه، ومن يدعو له ويخاف عليه، ومن يدعو لنصرته ومساعدته، ويرفض الاعتداء عليه ويدين المس به، ومن يجاهر بتعاطفه مع المحتلين القتلة ووقوفه إلى جانبهم، ويؤمن بمظلوميتهم وحقهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم وقتال الفلسطينيين لمنعهم من استعادة حقهم والعودة إلى بلادهم، ويصفونهم بــــ"القتلة المجرمين" و"الإرهابيين المعتدين".

 

نشر في راي و تحليل