واحياء لهذه الذكرى فيما يلي أجمل ما قيل في الشاعر الصغي اولاد حمد:
"إليك أولاد أحمد":
بقلم المسرحي
نور الدين الورغي
البلاد بعدك
كَـرْهــتْ لَـــيّــامْ
الإثــنــيــنْ حــزيـنْ
الثلاثاء يــتْــرَهْــوجْ
الإربعـاء رزيـــنْ
الخــمـيـسْ بـوتِـــلّــيــسْ
جــمْــعـة الــحــرامْ
ســبــت الــحــزامْ
أحَـــدْ الــمـنـامْ..
كَــرْهـــتْ
عـــشــيّــة الخــمــيسْ
صـبــاح الأحَــدْ
جــمْــعـة إبْـــلــيـسْ
وجــلابــيـبْ الـصّــمَــدْ
الثلاثاء والإثــنــيـنْ
وأحْــزابْ الـسّــتّــيـنْ
وسُـــقّــاطْ الــبَــلَــدْ..
جــانــفــي الدّهْــشَــة
فــيفــري الــحــيـرة
مارسْ الغــورة
أفْــريل الـــرّشْ
مايْ الـخَـــدّامْ
جــوان الــقـــرْفَــالَة
جويلية الأسْــقــامْ
أوت الــنّـــبّــارة
خريـــف الــغَــضَــبْ
أكـــتـــوبــر «قـــيــفــارا»
وثـــلوج الـــتَّـــعَــبْ ..
"ليكن اسم بيت الشعر في تونس العتيقة: بيت أولاد أحمد": بقلم الشاعر منصف الوهايبي
أولاد أحمد لغةٌ مليئة بأشياء الحياة اليوميّة، تجري في عربيّة حيّة مثل «اللحمة الحيّة»؛ لا تلوي عليها حبال الاستعارات وأورام البلاغة. وهي تبعث في القارئ وهما جميلا بأنّ اللغة نفسها قد اختفت، وليس من وسيط بين العالم والشعور؛ وكأنّ الأشياء والكائنات في نصّه، ليست كلمات؛ فهي تفصح عن مكنوناتها دونما حاجة إلى اللغة.
والحقّ أنّ»التّهجين» اللّغويّ في نصّه لا يخفى. على أنّ الكلمة «العاميّة» فيه تحرف مجراها، وتُستفرغ من مدلولها. بل أنّ المعنى في سياق هذا الشّعر ليس « الواقعيّ» وإنّما هو» الموقف» بامتياز. وأولاد أحمد شاعر مواقف بامتياز.
كان يطلب هذا الموقف أو ذاك، ولا يبالي باللّفظ حتّى لو تمّ له المعنى بلفظة عاميّة أو أجنبيّة لأتى بها. كتب إليّ صديقي الشاعر الفرنسي جون كلود فيلان يعزّيني في أولاد أحمد» أجل أنت تؤدّي جيّدا عن هذه الحركة المستمرّة ذهابا وإيابا التي هي أشبه بمفصلة بنابض؛ تسمح بفتح باب في الاتجاهين، بين التجربة والخلق، بين الشعر والحياة. وعند الصغيّر، يلوح هذا قويّا بدَهِيّا مذهلا.
لكن أليس كلّ شاعر حقّ يفعل ذلك؟ ثمّ هناك الآخرون: المتصنّعون النفّاجون هواة الكلمات المتقاطعة. كان رمبو قد فضحهم، وهو الذي كان يريد «تغيير الحياة» بعبارته. وكانت هذه الصيغة « الحياة التي أفكّر فيها كلّ يوم» تناسبه تماما. الآن يجب أن تعود إلى بيت الشعر الذي أسّسته أنت في تونس عام 1994: ليكن اسم بيتك هذا « بيت أولاد أحمد».
سلاما للضوء الذي ينبثق في تويجات اسمك.. يا أخي.. يا محمّد الصغيّر..
قصيد إلى روح الصغير أولاد أحمد بقلم الشاعر فرج عمر الأزرق
تحامق والموت قليلا حيثك والبلاد تحب...
مهداة إلى شاعر تعاطى عقارب الساعة... و لم يمت
الصغير أولاد أحمد
لا تلعب في عقارب الساعة أحمد
الساعات ألوان
أشكال
مقامات في الحب
وعقارب تلوك الانتظار
شتى عبق طافح تحت الجلد
شهقة ظل في قلب الجدار
محرمات يشجرها الفراغ في البناطيل
لا تتحامق والموت هاربا إليك
انتظره حيثك أجمل ...
ركيكا الموت كساعات اليد مشدودة الى الساق
ينتظر أحدنا في منعطف ما...
قد يلحق بك الى غير مكان
يشطر رأسك خارج رحمة الوقت
قد تخدش عقارب الساعة بلورك
تستجدي فصلا محترما في وجهك الشعبي
ولا تحين ساعتك على غرار الساعات
رويدك أولاد حمد لا تمت
تحامق والموت قليلا حيثك والبلاد تحب...
القصيدة أذكى وصولا من الموت إليك
هكذا ودّع أولاد أحمد «حبيبته» تونس قبل ساعات من وفاته
تجدر الإشارة إلى انّ الشاعر نشر تدوينة له قبل ساعات فقط من وفاته في شكل قصيدة شعرية عنونها بـ «تونس» وكأنها قصيدة الوداع، جاء فيها ما يلي:
"تونس
سلّمتُ في الدُّنيا...
وقلتُ:أ كونُها:
شعرًا
ونثرًا
ناقدًا
ومُبشّرًا
...طولَ الفصولِ الأربعهْ
2
أنْثَى
وأمّي
...........................
ليس لي .... قبْرٌ
في المــَا-بعْدُ
(في الأُخْرى)
سوى هذي الحُروفِ الأربعهْ:
تونس"