بدأ بن رمضان أول خطواته في العاصمة أنتاناناريفو، مؤسسًا شركته المعمارية الخاصة. شيئًا فشيئًا، كبرت المؤسسة، وبدأت تنسج خيوط الثقة مع الحرفاء المحليين. وبفضل سمعته المهنية وأسلوبه الدقيق والمنظم، أصبحت شركته مرجعًا في السوق، وتوسعت لاحقًا لتُصبح مجموعة شركات فاعلة في مجال البناء والاستشارات.
لكن النجاح في نظره لا يكتمل إن لم يشمل الآخرين. لذلك، بادر إلى تأسيس ودادية التونسيين بمدغشقر، في محاولة لجمع الشتات وتوفير إطار يُشعرهم بالانتماء. وكان ذلك أولى خطواته في العمل الجمعياتي، والذي لم يتوقّف عند البُعد الاجتماعي، بل تطوّر إلى أفق اقتصادي واضح.
ومن هناك، وُلدت فكرة الغرفة الاقتصادية التونسية الملغاشية، كمبادرة تهدف إلى خلق جسر اقتصادي دائم بين البلدين، وإلى دفع رجال الأعمال التونسيين نحو استكشاف السوق الإفريقية من بابها الشرقي. اليوم، لا تكتفي الغرفة بالتصريحات، بل تتحرك ميدانيًا، وتستعد لتنظيم أيام اقتصادية تونسية ملغاشية مطلع سنة 2026، ستكون فرصة حقيقية لفتح قنوات جديدة بين المستثمرين في البلدين.
بالنسبة لمحمد الحبيب بن رمضان، إفريقيا ليست خيارًا ثانيًا... بل خيار أول. إنها امتداد طبيعي لتونس، وسوق استراتيجية لا يجب أن تظل هامشية. وهو في ذلك يُجسّد نموذجًا من نوع خاص: تونسيو الخارج الذين لم يغادروا وطنهم معنويًا، بل وسّعوا حدوده بحلمهم ومبادراتهم.