في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها تونس، يواصل قطاع العلاج الطبيعي أداء دوره المحوري في المنظومة الصحية، رغم العقبات التي تعترض طريقه. وبينما يسلط البعض الضوء على الإشكاليات، يختار آخرون التركيز على النجاحات والفرص المتاحة التي قد تعيد لهذا المجال مكانته المستحقة.
إصرار على تقديم الأفضل رغم التحديات
يعمل أخصائيو العلاج الطبيعي في تونس في ظروف قد تكون صعبة أحيانًا، لكنهم مستمرون في تقديم خدمات عالية الجودة للمرضى. ورغم أن تسعيرة الجلسات لم تتغير منذ عام 2007، إلا أن العديد من المختصين يجدون طرقًا مبتكرة للاستمرار، مثل تقديم حزم علاجية متكاملة، والتوجه نحو العلاجات المتخصصة التي تزداد شعبيتها.
يقول الدكتور وليد بن يوسف، أخصائي علاج طبيعي في تونس العاصمة: "صحيح أن التسعيرة الحالية تشكل تحديًا، لكننا نركز على تطوير أساليب العلاج وتحسين تجربة المريض، ما يساعدنا على مواجهة هذه العقبة".
فرص جديدة بين القطاع الخاص والتعاون الدولي
رغم الصعوبات، هناك توجه متزايد نحو الاستثمار في مراكز إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي، خصوصًا مع تزايد الوعي بأهمية العلاج الطبيعي في تحسين جودة الحياة. كما بدأت بعض الشركات الخاصة في توفير برامج تغطية إضافية لموظفيها، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام المهنيين في هذا المجال.
علاوة على ذلك، يفتح التعاون الدولي مع منظمات الصحة العالمية وجامعات أجنبية فرصًا لتبادل الخبرات وتحديث طرق العلاج. في هذا السياق، يشير الخبير في المجال امير البحري المقيم ببلجيكا إلى أن "الانفتاح على التجارب العالمية سيمكن تونس من الارتقاء بمهنة العلاج الطبيعي، سواء عبر التكوين المستمر أو إدماج تقنيات حديثة".
التنظيم والرقابة: خطوات نحو التحسين
شهدت السنوات الأخيرة محاولات لإعادة هيكلة القطاع من خلال سن قوانين جديدة وتشديد الرقابة على العيادات غير المرخصة. كما تم طرح مبادرات لإنشاء عمادة وطنية تنظم المهنة وتحمي حقوق الأخصائيين، وهو ما ينتظر المصادقة عليه قريبًا.
وفي هذا السياق، يوضح المحامي خالد الزواري أن "التوجه نحو تقنين القطاع وإحداث إطار قانوني واضح سيساهم في حماية المهنيين والمرضى على حد سواء".
نظرة إلى المستقبل
لا يمكن إنكار وجود تحديات حقيقية في مجال العلاج الطبيعي بتونس، لكن في المقابل، هناك فرص للنهوض به من خلال الإصلاحات، والاستثمار في التكنولوجيا، والتعاون مع جهات دولية. وبينما يواجه البعض الواقع بقلق، يراه آخرون فرصة للابتكار والتطور.