وبعد اثنتي عشرة سنة من البحث تمّ يوم 15 مارس من السنة الجارية إيداع الابتكار الطبي المتمثل في التّوصل إلى تصميم جزيئات اصطناعية مستخلصة من سموم الأفاعي التونسية تساعد على علاج الأشخاص الذين يتعرضون للجلطات القلبية وإنقاذهم وتقلل من احتمالات تعرضهم إلى الوفاة، مفيدة بأن الوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أعلمتهم بقبول الابتكار بعد أن استوفى شرط أن يكون متقدما وقابلا للبيع للمصنعين والشركات المهتمة بالتكنولوجيا والتطوير. وأجرى فريق البحث من معهد باستور تجارب للأدوية التي يستعملها المصابون بالجلطات القلبية وكذلك للجزئيات المستخلصة من سموم الأفاعي على الفئران خلصت إلى نجاعة الجزئيات في العلاج السريع مقارنة بالأدوية.
وذكرت المسعدي أنه بالتوصل إلى هذه النتائج تم استجلاب الأفاعي من المناطق الجافة والصحراوية وشبه الصحراوية للبلاد التونسية واستخراج سمومها ليتوصل الفريق إلى تصميم نظائر أو جزئيات اصطناعية من أصل السّم. وخصصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 200 ألف دينار لاستكمال البحث في أواخر 2026 تاريخ التّوصل إلى التشخيص الصيدلاني لهذ الجزيئات والبحث في سوق الأدوية عن الهياكل التي ستساهم في إيداعه للحصول على براءة الاختراع.
ويأتي مشروع Collabora-Technopole ضمن مبادرة وطنية تهدف، وفق ما نشره معهد باستور على موقعه الرسمي إلى دعم المشاريع ذات الإمكانات العالية للابتكار وتكون منتجاتها قد وصلت بالفعل إلى مراحل متقدمة وقابلة للتسويق على المدى القصير ويعتمد على تثمين النظائر الاصطناعية المستخلصة من البحث في التنوع البيولوجي التونسي، مما يبرز الاستعمالات الواعدة لسموم الثعابين بهدف تطوير أدوية مبتكرة لعلاج الأمراض القلبية الوعائية، وهو مجال ما تزال فيه الاحتياجات العلاجية مرتفعة.
ويختص معهد باستور تونس منذ 40 سنة في تحاليل السموم من ثعابين وعقارب وانطلق مؤخرا في إجراء التحاليل على سمّ النحلة.