وتابع الحزقي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، يوم أمس الجمعة، على هامش إشرافه بالأكاديمية العسكرية بفندق الجديد على تخرج دورة الرائد فوزي الزياتي "لقد تفهمنا حالة الاحتقان، وتعاملنا مع هذا الوضع الاستثنائي بكل رصانة وحكمة حتى لا تحدث أية انزلاقات خطيرة أو إزهاق للأرواح".
وبشأن الوضع على الحدود التونسية والمخاوف من تسلسل أفراد حاملين لفيروس كورونا، اعتبر الوزير أن "المخاوف مردها ليس تسلل الحاملين للفيروس، وإنما الوضع الخطير والاستثنائي في ليبيا التي توجد بها حرب وتدفق كبير للمرتزقة والسلاح"، مبينا أن هذا الوضع "جعل تونس تضاعف من الحذر والحيطة بانتشار الجيش الوطني على طول الحدود".
وأشار عماد الحزقي إلى أنه تتم ملاحظة تصاعد في وتيرة محاولات التسلل، التي قال إنه "سيتم التصدي لها بكامل الصرامة والحرفية، خاصة وأن المناطق الحدودية هي مناطق عسكرية عازلة، ويسمح فيها القانون للجيش باستعمال كل الوسائل من أجل التصدي لمثل هذه الظواهر".
ولاحظ أن ما ينتظر من المواطنين التونسيين على الحدود "هو تفهم دقة الوضع وخطورته، وألا يزيدوا في تعقيده لتفادي أية أحداث بالمنطقة العازلة".
وبين وزير الدفاع الوطني، من جهة أخرى، أن الإشراف على حفل التخرج بالأكاديمية العسكرية مناسبة هامة لإبراز مكانة التكوين العسكري في تونس، والذي اعتبره "مفخرة"، لا سيما وأن التلاميذ الضباط يتلقون تكوينا من أعلى مستوى في جميع المجالات الفنية والتقنية والقانونية والعلوم العسكرية، مؤكدا أن رفع التحديات الجديدة التي تفرضها التطورات التكنولوجية تبرهن على أهمية العمل على مزيد تطوير أساليب التدريس ومضامين التكوين ووسائله، بما يواكب التطورات الحاصلة في العالم.
وأشار إلى أنه سيتم العمل على مزيد انفتاح المؤسسة العسكرية على محيطها التعليمي والجامعي، وعلى تعزيز علاقات الشراكة مع الجامعات التونسية والأجنبية وعلى مخابر ووحدات البحث، خاصة وأن التلاميذ الضباط توصاوا إلى إنجاز أبحاث متميزة تؤكد قدرتهم على الإبداع والتجديد العلمي.
واعتبر الحزقي أن تعزيز البحث العلمي والتجديد التكنولوجي "يشكل آلية مثلى كي تبقى المؤسسة العسكرية قلعة صمود والضامن الحقيقي للنظام الجمهوري والديمقراطية"، على حد قوله.
وكان وزير الدفاع الوطني تولى قبل ذلك متابعة استعراض للمهارات الفنية والقتالية للتلامذة الضباط، وتوزيع الجوائز على المتفوقين، وتعليق شارات الرتب، وتعرف على عينات من مشاريع ختم الدروس التي أنجزها طلبة ضباط في اختصاصي الهندسة المدنية والاتصالات، ومن بينها إنتاج خرسانة مدعمة بمادة الخفاف تعزز قدرة البنايات على امتصاص الصدمات وعلى حماية العربات من انفجارات الألغام، ونموذج لمشروع محول للمخرج الجنوبي للعاصمة، فضلا عن عرض مخرجات مشروع بحث للتصدي للطائرات دون طيار "الدرون"، وآخر للتواصل بين الجنود على الميدان.