وأكّد أنّ كلّ ما قيل خلال تلك الندوة ليس بتاريخ وغير صحيح، رافعا تحديا بإجراء مناظرة ليتبيّن الشعب التونسي الصدق من المغالطة. واعتبر أنّ بن سدرين ومن يقف ورائها ومن تكلم خلال تلك الندوة ليست لهم الأهلية ليتحدثوا بإسم علم التاريخ.
وقال عبيد إنّه ومنذ انطلاق النقاشات حول العدالة الإنتقالية في 2012 كان الهاجس الأساسي يتمثّل في هدم أسس دولة الإستقلال، وقد عبّر عن رأيه ليتم بعد ذلك استبعاده واستبعاد المؤرخين، حسب تصريحه.
وأكّد أنّ هيئة الحقيقة والكرامة اطّلعت على بعض الوثائق فقط وأنّ هناك حوالي 36 ألف وثيقة لم يتمّ الإطلاع عليها. وانتقد عدم عودتها لخطابات بورقيبة وكتاباته وحواره في 16 جوان 1962 الموجود في ارشيف المعهد الفرنسي السمعي البصري (INA).
وشدّد أيضا على ضرورة الإستماع للشادلي العياري وأحمد بن صالح ومنصور معلى الذين كانوا شاهدين على ما حدث في فترة الخمسينات والستينات والسبعينات.
وأشار إلى أنّ الزعيم صالح بن يوسف بنفسه أصدر بيانا يحيي فيه الإستقلال والإعتراف بإستقلال تونس والغاء معاهدة باردو 1881 والغاء وثيقة الإستقلال الداخلي في جوان 1955.
كما دعا أيضا إلى الإطّلاع على محتوى اتفاقيات ايفيان، الذي تؤكّد استقلال تونس، مضيفا قوله : ''لدي قناعة بأنّ هناك رغبة لتفتيت تونس من خلال هذا الجدل والتشكيك في الإستقلال''.
امتيازات اتفاقية الملح
وحول الجدل بشأن اتفاقية الملح لسنة 1949، قال عبيد إنّ حكومة الترويكا والحكومات التي جاءت من بعدها لم تطالب بتغييرها بالنظر إلى الإمتيازات الكبرى للدولة في هذه الإتفاقية التي تجني منها أرباح كبيرة جدا، حسب تعبيره.
المؤرخ لطفي عيسى: الجدل حول استقلال تونس مسألة صحية ولكن...
من جانبه اعتبر المؤرخ لطفي عيسى أنّ السجال حول الإستقلال هو مسألة صحية و أن تونس في المرحلة الحالية في حاجة إلى استعارات جديدة تبنى على التراكم وليس بالهدم.
وقال إنّ من يتحدثون عن ''الإستقلال المغدور'' نشتم من خلال خطابهم رغبة في ضرب الإستعارة الجماعية التونسية وهدم كلّ ما بني سابقا.
وشدّد على أنّ بورقيبة علم التونسيين مبدأ بسيطا ولكنه مهمّ وهو أنّه يمكن تحقيق مكاسب عبر المفاوضة وأنّ ما يمكن نيله من خلال المفاوضات لا يمكن أخذه بالقوة. واعتبر أنّه يوجد في تونس أشخاص لا يحبون هذا الدرس الأنطلوجي الذي علمه بورقيبة للتونسيين، حسب تصريحه.
وأشار إلى أنّه لا يمكن اختصار المقاومة بالنسبة للتونسيين في المواجهة المسلحة، بل أيضا بفتح باب المفاوضة والنقاش للنظر في الوضعية الإنتقالية التي تضمن الوضعية النهائية، حسب تصريحه.
وحول توقيع الطاهر بن عمّار لوثيقة الإستقال بدلا من بورقيبة، قال عيسى إنّ ذلك يعود إلى أنّ شخصية الطاهر بن عمّار يمكن التعامل معه (Fréquentable) خلافا لبورقيبة ولكن المستعمر الفرنسي يعلم جيّدا أنّ زمام الأمور كان بيد بورقيبة.
المصدر:موزاييك أف أم