واعتبر رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها بالمناسبة أن ليس من باب الصدفة أن تفتح مدينة الثقافة أبوابها وتونس تعيش تجربة ديمقراطية أصيلة قوامها الاعتراف بالتعدّد السياسي والثقافي. فالحرية والثقافة متلازمتان تتغذّى كل منهما من الأخرى وهما بذرتان طيبتان لا يمكن لهما النموّ إلاّ في تربة تعترف بالحق في الاختلاف والتنوع والإبداع الحرّ. ومن هذا المنطلق يمكن فهم الولادة العسيرة لمدينة الثقافة. فلقد طال انتظار التونسيين لها مثلما طال انتظارهم لنهاية التّسلّط وبزوغ فجر الديمقراطية والحرّية.
واكد رئيس الدولة أن افتتاح مدينة الثقافة رسالة على أن تونس تسير في الاتجاه الصحيح رغم كل الصعوبات وبأن الانشغال بالمسار السياسي لا يُنسينا بأن الثقافة ليست ترفا بل هي ضرورة صحّية وحيويّة لكل مجتمع حرّ وطموح، فهي ذاكرة الأمة ومَحْمَلُ وعيِها بالتواصل التاريخي وأداة إنتاجها لرموز ومعاني ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
كما اعتبر رئيس الجمهورية أن مدينة الثقافة تكريم لمثقفينا ومبدعينا وفنانينا على مرّ الأجيال وهي لهم منّا عربون تقدير وتبجيل واعتراف بالجميل.