كما قرر الإتلاف مقاطعة جلسة النظر في لائحة سحب الثقة وعدم التصويت عليها وعدم المشاركة فيها.

وفي ما يلي نص البيان:

ينظر مجلس نواب الشعب يوم الخميس 30 جويلية 2020 في مشروع لائحة سحب الثقة من رئيس المجلس والتي كانت دعت إليها كتلة بن علي الفاشية وساندتها الكتلة الديمقراطية ومجموعة من الكتل التجمعية الأخرى بتعلّة سوء تسييره للمجلس ..

وائتلاف الكرامة يعلن للرأي العام الوطني بأنّه يعتبر بأن هذه المعركة لا تعنيه في شيء وأنها بالأساس معركة منظومة بن علي الفاسدة التي قسّمت التونسيين ودمّرت بها الحياة السياسية لأكثر من عشرين عاما .. قبل أن يورّثها المقبور لبقاياه التي رحمتها الثورة ولكنها لم تعتبر بعد من مصيره ..

وأمام كل ما يروج في أروقة المجلس وخارجه من حديث متواتر عن رصد بعض الجهات الداخليّة والخارجيّة لمبالغ خرافيّة كمقابل لشراء ذمم النواب بهدف إشباع بعض نزوات الحقد الأعمى لبعض فضلات منظومة بن علي ولبعض أنظمة الاستبداد العسكري الدموي المسنودة من بعض أنظمة العمالة والاستبداد المعادية للحرية وللديمقراطية ولثورات الشعب العربي ولتوقه الشديد للانعتاق من الاستبداد الداخلي ومن الاحتلال الخارجي ..

وكشهادة منا لله وللتاريخ فإن تسبيب اللائحة بسوء تسيير الأستاذ راشد الغنوشي للمجلس ما هي إلا تعلّة واهية وكاذبة .. وأن كل جلسات المجلس تمت بشكل طبيعي إلا ما أفسدته كتلة بن علي .. وكل أعمال اللجان سارت بشكل طبيعي إلا ما أفسدته كتلة بن علي .. وأن كل مرافق المجلس تعمل بشكل طبيعي إلا ما أفسدته كتلة بن علي .. ونحن نتحدى أي جهة تثبت خلاف هذا.

وأمام قرار مكتب المجلس بأن يكون التصويت سرّيا .. وحتى لا تلتبس المواقف وحتى تكون الصورة واضحة لناخبينا ولعامّة التونسيين فقد قرر ائتلاف الكرامة ما يلي:

أولا: اعتبار لائحة التصويت على سحب الثقة من رئيس المجلس لائحة سياسيّة وغير مبررة وما هي إلا تواصل لمعركة بن علي مع جزء من التونسيين يمثل الكتلة الانتخابيّة الأكبر في تونس .. وأن الكتل التي أصبحت متحمّسة لهذه اللائحة انتقاما منها لإسقاط رئيس حكومتها الراحلة بشبهات فساد وتضارب مصالح صارخة .. هم في الحقيقة يخدمون مشروع كتلة بن علي ومنظومتها الفاشيّة ويضربون الوحدة الوطنية أكثر من أنهم يسعون لتحقيق خدمة يعتقدون أنها وطنيّة ..

ثانيا: مقاطعة جلسة النظر في لائحة سحب الثقة وعدم التصويت عليها وعدم المشاركة فيها .. تبرئة لذمم نوابنا من أي شبهات مهما كانت درجة مصداقيتها ..

ثالثا: دعوة كل السادة والسيّدات النواب من شريفات وشرفاء المجلس أن ينأوا بأنفسهم عن هذه المعركة الفاشستيّة وأن يقاطعوا عمليّة التصويت هذه، وأن يعلنوا ذلك تبرئة لذممهم وابتعادا عن شبهات البيع والشراء وحتى الاتهامات بالعمالة للخارج ..

رابعا: دعوة أصحاب اللائحة وشركائهم وحلفائهم أن يكونوا أكثر شجاعة ووضوحا وأن يصارحوا التونسيين بأنهم سيوصوتون للائحة برمجتها كتلة بن علي الفاشيّة من شهر جانفي الماضي أي بعد شهر واحد من انطلاق هذه العهدة النيابية وذلك لأسباب إيديولوجية محضة ولحقد أعمى ودفين على جزء من الشعب التونسي يمثل الحجم الانتخابي الأكبر ..

خامسا: تنبيه كل من يؤمن بقيم ثورة الحريّة والكرامة ودولة القانون والحريّات أن هذه اللائحة ما هي إلا بداية تجييش رموز المنظومة البائدة للانقلاب على مكتسبات الثورة وعلى قيم التعايش السلمي وقبول التونسيين ببعضهم البعض وحسن إدارة خلافاتهم السياسية بعيدا عن أمراض الفاشيّة والاستبداد والتخلّف التي قامت عليه ثورة الحريّة والكرامة واستشهد من أجلها أفضل شباب تونس.