الوضع الذي وصفه رئيس حزب البديل بـ "المتأزّم" لم يمنعه من أن تكون نظرته للمستقبل "فيها تفاؤل" واضعا عددا من النقاط التي وجب التقيّد بها للخروج بتونس من هذا الوضع الدّقيق، أهمّها ضرورة "التقيّد بالقانون" وتطبيقه على الجميع دون تفرقة أو استثناءات ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص المضمون دستوريّا "إذ لا أمن ولا عدالة ولا كرامة خارج إطار القانون" الشيء الذي قد يقضي على التفرقة ويوحّد التونسيين لتكون "إنّ تفعيل وتطبيق كلّ القوانين هي الآليّات الكفيلة بمقاومة الفساد والرّشوة.. دولة القانون ضد منظومة المصالح والمعاملات".
كما أشار رئيس جزب البديل التونسي إلى ضرورة أن "يصبح المواطن له يقين في أنّ التونسيين جميعا سواسية أمام القانون وأنّه وقع القضاء على المحسوبيّة" وأنّ الوطن الحاضن لا بدّ أن يضمن المساواة لجميع المواطنين أمام القانون وأنّ من واجب الدّولة أن تكون قدوة مع ضرورة تغليب المصلحة العامة على الخاصّة "ما تجيبش اللي يهنّيك على مستقبلك جيب اللي يهنّيك على مستقبل التوانسة".
كما دعا جمعة في خطابةإلى "تأهيل دواليب الدّولة" و أن الإدارة كلّ المصالح التي تدور في فلك الدّولة كالمرفق العمومي باعتبار انها هي الجهاز الرّئيسي الذي يساعد على التنفيذ والإنجاز"، هذا الإشكال الذي يقف أمام تسريع عجلة التنمية والإستثمار والتشغيل وقد تتمكّن تونس من تجاوزه متى تم تعصير الإدارة وتطويرها والقطع مع "ادارة بطيئة أو معطّبة أو مريضة أو تعوزها النجاعة والكفاءة والتّحديث". وفي نفس السياق أضاف جمعة أنّه "من المفارقات أنّ لنا دولة غنيّة وشعبا فقيرا".
كما اشار جمعة إلى أهمية هو تعزيز الإنتماء للوطن والفخر به من خلال تعزيز الإنتماء وإحياء النمط الثقافي المجتمعي الموحّد وفقا للخصوصية التونسية من أجل "التماسك الوطني" مرتكزا على إبراز "قيمة العمل وبذل المجهود" كمجتمع واحد موحّد حول قضاياه وحول هدفه القوميّ، يجد في تونس وطنا حاضنا له قابلا لكل اختلافاته وتنوّع أنماطه، مع ضرورة البحث عن النجاعة والفاعلية في قادم البرامج بعيدا عن العاطفة والوعود مؤكّدا على ضرورة القطع مع "تصوّرات مرّ عليها قرن قنحن في قرن غير قرنهم" ،على حد تعبيره.
و فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي،دعا المهدي جمعةإلى دعم اتصال تونس بمحيطها الإقليمي والدولي ،قائلا أنه "يجب أن نحوّل تونس إلى أكثر المناطق التي لها شبكاتت تواصل واتصال في افريقيا"مع ضرورة أن تتلاءم هذه الخطط والوعدالة الإجتماعيّة "من واجب الدّولة أن تبذل المجهزد بالنسبة للمناطق المحرومة وتقدّم نفس الخطط بنفس الحماس والرّوح".
جدير بالذكر أنّ حزب البديل التونسي تأسس في 29 مارس 2017 ويعرّف نفسه كحزب وطنيّ إصلاحيّ وسطيّ واقعيّ يرأسه المهدي جمعة بالإضافة إلى عدد آخر من الشخصيات الوطنيّة والسياسية والخبراء.