الأربعاء، 01 ماي 2024

تونس/الميثاق/رأي

كان بإمكان المبادرة التي قدمها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أن تكون عنوان توافق وطني جامع في الجزائر، لو أدلى بها في نهاية ولايته الثالثة 2014 وافتتح بها ولايته الرابعة 2015، ولكن أن يُلاذ بها في زمن غير الزمن الأصلي، وفي مطلبية غير المطلبية الحقيقيّة، لهو ضرب من المناورة السياسية وربح للوقت لإهدار الزمن ولإضاعة الفرصة على الجزائر.

 

تعاني أنظمتنا العربية من مأزقين، الأوّل عدم اللحاق باستحقاقات الشعب، والثاني عدم مأسسة الانتقال السلمي. بالنسبة للمأزق الأول الواضح أنّ النخبة التي تراهن على الوقت لتهدئة الشعب تتحول من حيز الفاعل إلى هامش المنفعل، وتضيع المبادرة من يدها بشكل فوضوي وباهظ.

 

أما بالنسبة للمأزق الثاني، فمرده أن الطبقة السياسية الحاكمة لا يمكنها تمثّل انتقال سياسي سلمي سلس، ولم تستطع طوال عقود مأسسة الانتقال السلمي لعدة اعتبارات لعل من بينها الدور الملحوظ للمؤسسة العسكرية والأمنية، واستحالة السلطة التنفيذية إلى طبقة تحكمها الزبونية السياسية المالية العسكرية.

 

نشر في راي و تحليل