الخميس، 28 مارس 2024

اليمن...جريح الحرب و "الكوليرا" مميز

10 جويلية 2017 -- 13:20:05 569
  نشر في الميثاق اليوم

تونس/الميثاق/الميثاق اليوم


" الحرب تخلف للبلاد ثلاثة جيوش،جيش المعاقين،جيش الندابات،و جيش اللصوص"،هكذا وصفها الصحفي الفرنسي هنري لويس منكن في القرن الماضي ،أما في اليمن فقد خلفت الحرب المتواصلة ووفقا لتقرير أممي فإن 1675 قضوا حتفهم جراء انتشار وباء الكوليرا الذي انتشرجراء منظومة الصحة والمياة والصرف الصحي في اليمن، بعد نحو عامين من الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين.
و قد زاد هذا الوضع تأزما ضرر ودمار المنشآت الصحية التي لم تعد قادرة على استيعاب المرضى بالإضافة إلى نقص الأدوية و النقص في الكادر الطبي.

 

الكوليرا و تاريخها

الكوليرا هي التهاب معوي تسببه عصيات جرثومية يطلق عليها ( Vibrio Cholerae)،والعلامة الفارقة للاصابة بها هي الاسهال الشديد،كما يمكن للمرضأان يكون متوطنا أو وبائيا أو متفشيا.

و قد اكتشف جرثومة الكوليرا عالم الجراثيم الألماني "روبرت كوخ" سنة 1883 أثناء انتشار وبائي في مصرو ويعني الشطر الأول من اسم الجرثومة إنها تهتز أثناء حركتها.

ومنذ سنة 1817، شهد العالم 7 حالات انتشار شامل للمرض، كان مصدرها جميعا مستودع الكوليرا المتوطن في شبه القارة الهندية.
و قد وقعت الست حالات الأولى بين عامي 1817 و1923، وأثّرت 5 منها في أوروبا بينما وصلت 4 منها إلى الولايات المتحدة مسببة 150 ألف حالة وفاة في عام 1832 و50 الف وفاة في عام 1866.

أمّا حالة الانتشار الشاملة السابعة - والأولى في القرن العشرين - فقد بدأت في عام 1961، وبحلول عام 1991 كانت قد وصلت الى 5 قارات ومازالت مستمرة إلى اليوم.


و في ظل هذه الأزمة و الحرب المُحتدمة بين طرفين يسعى كل منهما إلى السلطة و النفوذ و الحكم يبقى الخاسر الأكبر في الموضوع كله الشعب البسيط الذي إذا نجا من نار بندقية قناص أو انفجار قذيفة يأتيه الموت من جانب آخر جوع أو مرض،و كما يُقال فإن "الحرب هي أن تلتهم الأرض لحوم البشر"،في كل الحالات،و يبقا اليمن جريح العروبة و جريح الإنسانية ....جريح الحرب و الكوليرا.


مروى بن عرعار

آخر تعديل في الثلاثاء, 26 نوفمبر 2019 13:24

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة