الجمعة، 19 أفريل 2024

بعد فشل مشروعهم في سوريا:دول الخليج نحو كامب دافيد2 مميز

23 جوان 2017 -- 15:21:45 1571
  نشر في راي و تحليل

تونس/الميثاق/تحليل


تسارعت التطورات في منطقة الخليج مؤخرا وكأنه هناك غاية أصبح من الضروري إدراكها في اقرب وقت ممكن ربما قبل أن تنتهي أزمة سوريا التي بدأت تلوح ملامح الحسم فيها أو قبل أن ينتهي تواجد داعش فيها تلك الشماعة التي سيكشف اندحارها الكثير من المؤامرات.


ليس خافيا أنّ عددا من دول الخليج مثلت الحاضنة الفكرية لتنظيم الدولة ومولته وسلحته بالتعاون مع الصديق السابق النظام التركي وتحت الحماية الأمريكية والفرنسية لكن الهدف لم يكن إسقاط النظام السوري من اجل الدواعش الذين لا يمثلون الا وسيلة لتلك العملية.

لقد بدأت أكثر خيوط ما حصل في سوريا تلوح مؤخرا فالصراع الذي أعلن بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى لم يقنع اغلب الشعوب العربية بأنه محاولة من المحور السعودي لضرب دولة تدعم الإرهاب فكلنا نعلم أنهم جميع شركاء في ذلك لكن الهدف الأساسي أكبر من ذلك.

السعودية تتجه إلى اتفاق "كامب دافيد 2" نعم ذلك ما تعمل عليه اللآن الكثير من الإطراف وزيارات الوفود الاسرائلية لمناقشة الاتفاقيات التي ستبرم بين الطرفين وخاصة الاخيرة اكدت انه هناك تقدم في النقاشات حول كيفية الانهاء العلني للمقاطعة الاقتصادية خاصة لكيان الاحتلال.

لقد كانت دولة الاحتلال دائما العدو الاول للمنطقة فيما كانت باقي الخلافات او باقي الاعداء ياتون في مرتبة ثانوية لكن ما اريد من الحرب على سوريا هو تغيير ذلك التصنيف وتمهيد الطريق لبروز اعداء جدد في المنطقة ولادخال عدو الامس الاول في دوره الجديد.

لقد كانت هناك محاولات في البداية لتصعيد "العدو" الايراني الى واجهة الصراع وتم تدمير جز كبير من اليمن على امل اقحام ايران في الصراع لكن ذلك لم يحصل وفي سوريا كان التدخل الروسي حاسما في عدم تحويل الصراع هناك الى صراع طائفي يكون من خلاله تحالف داعش والدول السنية امرا مقبولا من االجميع في مواجهة النظام السوري والنظام الصفوي.
إذن فقد اسقطت سوريا مشروع الصراع الطائفي مع ايران في المنطقة فتحولت وجهة الصراع مؤخرا لتكون قطر هي العدو الاول بتهم تشترك فيها على ارض الواقع مع من اتهموها بها فكلهم دعموا ما سمي بالمعارضة السورية منذ البداية بكل ما لديهم من اموال وسلاح وعناصر ارهابية ثم انهم جميعا مثلوا الحاضنة الفكرية لداعش الوهابية.

ومع اعلان الحرب على قطر ازدادت خطوات الدولة صاحبة تسمية أو ترتيب "قاطرة العرب" نحو التطبيع الكامل مع كيان الاحتلال الاسرائيلي وسنشهد عما قريب اعلانا رسميا عن الاتفاق وستعود إثر ذلك الاعلان العلاقات الى طبيعتها مع دولة قطر التي لا ترى بدورها اشكالا في مزيد تطوير العلاقات مع عدو الأمس الاول وشريك اليوم الفاعل كيان الاحتلال الصهيوني ويكون ذلك مكسبهم على الاقل من الحرب على سوريا.

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة