الجمعة، 29 مارس 2024

قطر ساندت حماس صدفة...و هذه حقيقتها بقلم خلدون العلوي

09 جوان 2017 -- 16:01:26 1365
  نشر في راي و تحليل

تونس/الميثاق/رأي


قطرساندت حماس بالصدفة و ليست سياسة استراتيجية ،مناكفة في النظام المصري منذ أيام المخلوع مبارك ،خصوصا أن القاهرة ترى في الدور القطري المؤيد للحركة تعزيزا للنزعة الإسلامية التي يمثلها الإخوان في مصر ،وهو ما ترفضه السلطات المصرية جملة و تفصيلا و تعتبره تدخلا في شأن مصري حساس.

كما حاولت قطر استغلال علاقاتها بحماس لحاجتها اليها في العديد من الملفات ،فقد منحتها التحرك في غزة وإمكان ممارسة دور ضاغط هناك تتجاوز عبره أي دور للاعبين قدامى و الحلول محلهم ، فأعطاها هذا الأمر دفعة جيدة بعد العدوان على غزة و لعبت دور الوساطة بين حماس و إسرائيل و اقرار هدنة أو وقف لإطلاق النار لمدة عشر سنوات مع توسيع المجال البحري بحيث يشمل المياه الموجود بها الغاز المستكشف حديثا قبالة سواحل غزة مقابل أن تستثمر قطرو إسرائيل في الحقول الجديدة .

ما أريد أن أخلص إليه هو أن قطر رغم مساعداتها الإنسانية و و قفاتها الإعلامية ،لن تذهب الى درجة اتخاذ مواقف عدائية مع اسرائيل او مواقف تسبب احراجا لدول التفريط الخليجي العربي ،لا سيما السعودية ، بل أعلنت حتى في عز الأزمة مع دول الخليج أنها تحافظ على علاقة ممتازة مع اسرائيل، ساذج من يظن أن قطر تستند إلى إيديولوجية تنظيمية أو سياسية ،فهي لا تلقي بالا إلا لمصالحها الإقتصادية ،وما اتفاق تصدير الغاز إلى اسرائيل بدل الغاز المصري و تلبية حاجاتها المحلية ،خاصة أن الحالة الأمنية في سيناء لا تسمح ببقاء ضخ الغاز الطبيعي عبر خطوط امداد استهدفت أكثر من مرة الا خير دليل على ذلك .

وإذا كان الموقف الاسرائيلي الأخير مساندا للإجراءات الخليجية ضد قطر ليس لأنها تمثل تهديدا ايديولوجيا لها،بل هو يتماهى مع الإجماع الخليجي على ظبط ادوار قطر الشرق أوسطية و الحد من جموحاتها غير المحسوبة في نظرهم وربما الحصول على غازها بسعر منخفض .

أما انفتاح تركيا على حماس و القضية الفلسطينية برمتها لم يكن يوما، على حساب الاعتراف بوجود اسرائيل .بل حاولت استغلال علاقاتها بحماس من أجل اقناعها بالانخراط في العملية السلمية ،ووقف إطلاق الصواريخ من غزة لانها عديمة الفائدة كما صرح عبد الله غول أكثر من مرة و الاعتماد عليها كطرف وسيط وحيد تؤسس من خلاله لطموحها في ان تكون قوة اقليمية مؤثرة و ذات تاثير حساس في محيطها الاقليمي .

كما أن بقاء تركيا في عضوية الناتو ،و استمرار تسلحها من امريكا ،و كذلك اشتراكها معها في ملفات اقتصادية كبرى ،لا سيما خط غاز باكو -جيهان و خط نابوكووخط قطر التي لم تر النور إلى حد اللآن ،أمور كلها كانت و مازالت ترسم حدودا للتحرك التركي المساند للفلسطينيين رغم التباين التركي مع مواقف واشنطن في العديد من الملفات في المنطقة تصل احيانا إلى درجة الخلاف مع الإدارة الامريكية ،و بالتالي ،فان "الانحياز"ان جازت العبارة لحماس لايسقط اعترافها و تعاملها العسكري و الاقتصادي مع اسرائيل و القيام بزيارات متبادلة و على اعلى مستوى ناقشت العديد من المصالح المشتركة ،منها إمكانية مد خط أنابيب لنقل الغاز من اسرائيل إلى تركيا و من ثمة إلى أروبا ، رغم ما تطرحه اكتشافات الغاز الضخمة التي تقع شمال الساحل الفلسطيني المحتل من معضلة تعرقل استثمار اسرائيل له ، ذلك ان الحقل حقل "تمار" الذي يمتد شمالا في المياه الاقليمية اللبنانية بين راس الناقورة و صور، و القريب جغرافيا بين المياه الاقليمية اللبنانية و الفلسطينية ، أدى الى تهديد حزب الله لاسرائيل باستهداف الحقل أن قامت بانشطة تنقيب وهو من شأنه التاثير في تطوير هذا الحقل المشترك .

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة