الخميس، 25 أفريل 2024

صبرين القوبنطيني ووجود الانسان العاقل في الجنوب الغربي لتونس قبل 100 الف عام مميز

21 مارس 2017 -- 12:43:48 992
  نشر في راي و تحليل

تونس/الميثاق/رأي

أن تتمدد صبرين القوبنطيني في مايوه بحري بجانب مسبح بنزل بمدينة جربة... أو أن تشارك في مؤتمر تونس 2020 بذلك اللباس الضيق والذي يصور تفاصيل التفاصيل لجسدها وخاصة الجزء الأسفل... فذلك خبر مهم تتحدث عنه المنابر الإخبارية والحوارية ويعلق عليه الخبراء والمختصون، وحتى الجمهور العادي... في وطن يستبد فيه الكبت السياسي والقهر الاقتصادي والظلم الاجتماعي ... وتنفلت فيه الغرائز... تصبح سيقان صبرين القوبنطيني وبطنها المرمري المكشوف عنوان خبر مهم... وتصبح مفاتن جسدها في ذلك السروال الكاسي العاري مادة للاعلام...

أما أن يقدّم باحثون تونسيون وبريطانيون، يوم الثلاثاء 14 مارس الجاري، أدلة تؤكد وجود "الإنسان العاقل homosapiens" قبل 100 ألف سنة، بمنطقة "نفطة"، جنوب غربي تونس... فذلك امر لا ى يجلب الاهتمام... الذين تحدثوا عن مايوه صبرين القوبنطيني وبطنها الاملس وعن سيقانها وجسدها الممتلئ وحضورها لمؤتمر تونس 2020 بذلك اللباس الضيق... لم يتوقفوا عند خبر هذا الاكتشاف العلمي الكبير لمعرفة جانب من تفاصيل حياة الإنسان... وكيف أن الكشف يوضح "طريق هجرة الإنسان العاقل، حيث كان يعتقد إلى وقت قريب، أنه جاء عبر الطريق الساحلي، ولكن تبين أن طريقه كان عبر المناطق الداخلية حيث كان يتبع وجود المياه والبحيرات ذات المياه العذبة".
لقد بينتّ "الحفريات في المنطقة، وبالتحديد المكان المعروف بـ"غيطان الشرفة"، بمدينة نفطة، مكنت من العثور على هياكل عظمية للإنسان وأدوات صيد كان يستخدمها إلى جانب بقايا عظام لحيوانات".

في مجتمع "مقحوط" تتهيج فيه الغرائز لجسد صبرين قوبنطيني، ويقيم فيه جسد النائبة والوزيرة قبل آدائها، وينقسم فيه المشاهدون بين معجب بالجسد الممتلئ والجسد النحيف اكثر من انقسامهم بين يمين ويسار، او بين "مهند" و"ضال"... تغيب اهمية هذا الاكتشاف من الناحية العلمية، وكيف انه لأول مرة يعرف العالم أن الإنسان العاقل عاش في هذا الموقع، وترك لنا بقايا أحفورية تبين لنا ذلك". وعثور الباحثين كذلك على "أحافير حيوانية هامة جداً من حيث المجال البيئي، حيث وجدنا بقايا تدل على وجود الغزلان، وحيد القرن، الأسد، والبقريات، وهي كلها شواهد على أن هذا المجال البيئي كان مغايراً لما نعيشه اليوم.
لا نلوم صبرين قوبنطيني، فهي فتاة من فتيات تونس، مزهوة بشبابها وجمالها، تلبس ما يحلو لها وما يزيدها حلاوة في الشكل... وقد نلتفت مع الملتفتين الى هذه التفصيلة أو تلك من جمال حسناوات بلادنا... لكن أن يغيب الاعلام الموجه الحديث عن العلم والثقافة والابداع والتاريخ والاكتشافات... فذلك وصمة عار عل جبين هذا الاعلام والقائمين عليه... وذلك مثلبة وتقصير في عمل الدولة ومؤسساتها وسياساتها ومقاصدها في الحط من مكانة العلم والعلماء.

عثمان الحاج عمر

 

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة