الأربعاء، 14 ماي 2025

مصطفى عبد الكبير: طرابلس بعد مقتل الككلي...تصعيد أمني وملامح إعادة تشكيل للمشهد السياسي مميز

13 ماي 2025 -- 06:34:12 71
  نشر في الميثاق اليوم

 

في تحليل للمشهد في ليبيا، أفاد رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير، أنّ العاصمة الليبية طرابلس شهدت ليلة 12 ماي 2025 تطورًا أمنيًا خطيرًا، تمثل في مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، قائد جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، خلال اشتباكات مسلحة في مقر اللواء 444 قتال. الحدث فتح فصلًا جديدًا في مسلسل الصراع المسلح غرب ليبيا، وأثار سلسلة من التداعيات الأمنية والسياسية في العاصمة.

 

عملية مدروسة وتغييرات مرتقبة

 

و تابع عبد الكبير في تدوينة على فايس بوك، أنّ مصادر متطابقة تحدثت عن أن تصفية الككلي جاءت ضمن ترتيبات أمنية أعلى، تشير إلى قرار دولي متفق عليه مسبقًا، قد يمهد لقيادة جديدة لجهاز دعم الاستقرار بقيادة عبد الرؤوف كارة، وقوة الردع التي يرجح أن تستلم المشهد الأمني في قادم الأيام.

 

وتأتي هذه التطورات على خلفية تصاعد الخلافات داخل تحالفات الميليشيات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، خاصة في ظل طموحات غنيوة لتعيين مقربين منه في مناصب سيادية، وتحوله إلى مركز نفوذ يهدد توازن القوى في العاصمة.

 

خلفية وأبعاد مقتل الككلي

 

و أضاف أنّ الككلي، الذي بدأ مسيرته كأحد قادة الميليشيات في طرابلس قبل أن يتولى رئاسة جهاز دعم الاستقرار عام 2021، كان يعتبر أحد أبرز رجال حكومة الوحدة في العاصمة. وصفته منظمة العفو الدولية بأنه من "أكثر قادة الميليشيات نفوذًا" في طرابلس، رغم خلفيته المثيرة للجدل المرتبطة بالجرائم المنظمة.

 

مقتله جاء ليخلّف فراغًا أمنيًا كبيرًا، خصوصًا مع انطلاق تحركات عسكرية من مصراتة، الزاوية والزنتان، في ظل انتشار دبابات، توقف حركة الطيران، وتعليق الدراسة، وسط دعوات من وزارة الداخلية للمواطنين بعدم مغادرة منازلهم.

 

أبعاد الصراع: سياسي، أمني و... رياضي

 

و لفت إلى أنّ الاشتباكات لم تكن فقط نتيجة خلافات أمنية، بل تفجرت أيضًا على خلفية صراعات نفوذ معقدة، وصلت حتى إلى صراع على رئاسة الأندية الرياضية. حيث ارتبط الككلي بفريق الأهلي، في حين يتحكم محمد إسماعيل، صهر الدبيبة، بفريق الاتحاد، وسط تنافس حاد كانت له ارتدادات أمنية على الأرض.

 

تحليل استراتيجي: المستفيد الأكبر؟

 

و قال عبد الكبير إنّ تحركات الأيام الأخيرة تُظهر أن حكومة الدبيبة، أو على الأقل جناحًا منها، هو المستفيد الأكبر من التخلص من غنيوة. وتشير تحليلات إلى تنسيق مسبق بقيادة إبراهيم الدبيبة، وتواطؤ صامت من القوة المشتركة بقيادة عمر بوغدادة، في خطوة لإعادة رسم خارطة الولاءات في طرابلس.

 

السيناريوهات المحتملة:

 

و بخصوص السبناريوهات المحتملة قال مصطفى عبد الكبير أإنّها تتتمثل في :

 

·        تصعيد عسكري شامل: إذا فشلت الوساطات، قد تدخل طرابلس في مواجهات مفتوحة بين فصائل تسعى للسيطرة، مما يهدد بانهيار أمني واقتصادي خطير.

 

·        تهدئة مؤقتة: قد تنجح بعض الوساطات المحلية والدولية في لجم التصعيد، لكن الهدنة ستبقى هشة في ظل غياب حلول جذرية.

 

·        تغيير في السلطة: فراغ القوة قد يفتح الباب أمام تحرك عسكري أو سياسي من خصوم الدبيبة، أو حتى تدخل من الشرق بقيادة خليفة حفتر.

 

التوصيات المطروحة:

 

على حكومة الدبيبة التحرك بسرعة لتعيين قيادة جديدة لجهاز دعم الاستقرار وفتح حوار جاد مع الفصائل المسلحة.

 

على المجتمع الدولي تعزيز دور بعثة الأمم المتحدة في التهدئة وفرض عقوبات على قادة التصعيد.

 

محليًا، يجب دعم مبادرات مجتمعية للضغط على الفصائل المسلحة وإنشاء آليات لرصد وتوثيق الانتهاكات.

 

مقتل عبد الغني الككلي ليس مجرد تصفية قيادي بارز، بل لحظة فاصلة تنذر بتغيرات دراماتيكية في طرابلس. القرار -كما تشير كل المؤشرات- لم يكن محليًا فقط، بل تم بالتنسيق مع قوى إقليمية ودولية تسعى لإعادة تشكيل المشهد الأمني في ليبيا.

 

المشهد ما يزال مفتوحًا على جميع الاحتمالات، والحاجة إلى وساطة دولية حقيقية باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لتفادي حرب أهلية جديدة.

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة