الخميس، 28 مارس 2024

الصراع حول انتخابات 2019:ماذا سنخسر؟ مميز

13 جوان 2018 -- 10:30:21 888
  نشر في راي و تحليل

تونس/الميثاق/رأي

ما يمكن ملاحظته حاليا في خضم المعركة العنيفة الدائرة تحت أعيننا من أجل الظفر بكرسي الرئاسة:

- اصطفاف واضح من قبل جانب من النخبة ومنهم سياسيين وإعلاميين وناشطين وراء الشاهد وحكومته في حركة يعتبرونها ذكية بما أنهم يتوقعون فوزه في معركة كسر العظام مع السبسيان ونجاحه في افتكاك النداء منهما مما يمهد له الطريق للفوز بإنتخابات 2019 الرئاسية

- اصطفاف واضح من قبل جانب آخر من نفس النخبة وراء حزب النداء في حركة يعتبرونها عبقرية باعتبار حتمية خسارة الشاهد المعركة على النداء وعلى الكرسي معوّلين في ذلك على استرجاع رئيس الجمهورية المنهك لقواه وافتكاكه المبادرة حال عودة الشيخ من ماليزيا واتفاقه معه على ثمن للشاهد.

في الأثناء تتكاثر الإشاعات والتسريبات الأمنية هذه الأيام بدون تكذيب من السلطة بشقيها باعتبار أن الأمر يلائم مخططات الجانبين بما أنها في أغلبها صادرة عن هذا الجانب أو ذاك،فمن انقلاب وشيك كان يعده براهم،إلى عمليات إرهابية وقلاقل متوقعة نتيجة عزل براهم.

الواقع أن الوضع وصل إلى درجة من السوء والإنحطاط إلى حدّ لا يمكن معه التفكير حتى في مجرد مساندة هذا الشق أو ذاك،لقد أصبنا بالقرف من هكذا مسؤولين،فجميعهم يتلاعبون بالدولة ورهنوا قرارها لدى أطراف معادية داخيا وخارجيا،وجميعهم لا علاقة لهم لا بمصلحة المواطن ولا الوطن،وربما يكون الظرف مواتيا للمطالبة بانتخابات تشريعية ورئاسية سابقة لأوانها..ماذا يمكننا أن نخسر كشعب ؟أن يفوز فيها الاسلامييون أو مرشحيهم ؟
وإن يكن.. ما المشكل إن صوت لهم الشعب ؟فليتحمل كل مسؤوليته.

ولننهي هذا التوافق المغشوش المفروض دوليا والمخالف لإرادة الناخبين من الطرفين،تونس محكومة حاليا من قبل السيد راشد الغنوشي وحركته علنا وفي وضح النهار،وهو يتخذ من رئيس الجمهورية ومن رئيس الحكومة ومن الحكومة والبرلمان والمؤسسات الدستورية رهائن بالمعنى السياسي لديه..

ماذا يمكن أن نغير بالانتخابات ؟على الأقل..ستسمح الإنتخابات للشعب إما من تأكيد خياره وإقرار الأمر الواقع ومن إفراز من سيحكم تونس للسنوات الخمس المقبلة..وإما بتبني خيارات أخرى قد لا نكون على علم بها في يومنا هذا.. تنتج شيئا مختلفا،فالمهم أن لا تترك تونس هكذا رهينة لخلافات عائلية وحسابات سياسوية ولصفقات تحت الطاولة.

لعل التونسيون يكونوا قد فهموا الدرس جيدا هذه المرة،ويتمكنون من أن يفرزوا لنا أغلبية واضحة تحكم وتتحمل مسؤولياتها علنا وأمام التاريخ.

ماذا سنخسر ؟وفي النهاية...ما هي تلك المكتسبات أو البرامج العظيمة التي ستلغى ولن تطبق والتي سيتأذى البلد من الغائها لو جرت انتخابات سابقة لأوانها ؟

 

سامي بن سلامة

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة