طباعة هذه الصفحة

كُتب للميثاق:إعادة التوازن هو مفتاح البقاء في القصبة ... مميز

01 جوان 2018 -- 17:44:14 760
  نشر في راي و تحليل

تونس/الميثاق/رأي


حتى نشاور المسؤول الكبير.
كلمة قالها الباجي قايد السبسي وان اعتبرت انذاك انها قيلت من باب الممازحة التي عرف بها الرئيس فان البعض قراهامن زاوية المكانة الجيو سياسية لتونس وحاجة المسار الديمقراطي للدعم الخارجي كي يستمر في ظل واقع من الفوضى والاحتراب في الساحة الاقليمية ...حكاية المسؤول الكبير تعود اليوم وبكل قوة بعد التطورات الدراماتيكية التي عرفتها الساحة السياسية التونسية اذ لطالما عرفت البلاد بعض الهزات واستطاع رئيس الدولة تفكيك الازمة و التدخل في الوقت المناسب مجنبا البلاد كل توتر سياسي لكن في هذه المرة وعلى غير العادة بدا وكان الرييس غير راغب في التدخل هذه المرة رغم انه و منذ فترة وبعد التقييم الاول لاعمال حكومة الشاهد والتي كانت حصيلتها سلبية قال انه سيعطي الشاهد فرصة اخيرة واليوم اجتمع الموقعون على وثيقة قرطاج ووجدوا تقريبا
ان دار لقمان على حالها ومع ذلك غابت الارادة في تنفيذ الوعد السابق

والذي يزيد من الاستغراب هو موقف الشاهد في كلمته المتلفزة فمنذ شهور والرجل
يتعرض لضغط سياسي خاصة من الاتحاد ومع ذلك واجه الامر بالمناورة وتدوير الزوايا ولم يياس من كسب ود المنظمة الشغيلة وغيرها من الاطراف السياسية وفي مقدمتها حزب نداء تونس فتحدث باسمه في الانتخابات الاخيرة واطلق وزراءه في طول البلاد
وعرضها لترؤس الحملات الانتخابية و كان يحاذر في كل حركة وقول يرتب الكلام ويبعث برسائل المودة لكل الفاعلين في الساحة
السياسية
.وفجاة والازمة السياسية في اوجها والابواب مشرعة لخروجه من القصبة يطل علينا بخطاب يتسم بالثقة والتحدي يقلب فيه الطاولة على ابن الرييس ويدعو الى تجمع الضرورة من اجل اعادة التوازن للساحةالسياسيةان الانتقال من حالة الصمت االى حالة الهجوم لا تنم عن رد انفعالي او خطا اتصالي فالرجل شاب وطموح وهذا يعفيه من كل تصرف متهور او غير مدروس
ان يتكلم في توقيت يغيب فيه الرئيس ..وان يتعرض لابن الرئيس وهو الذي يعلم ان بقاءه من عدمه بيد الرييس لهو كلام مقصود ومرسل لكل من يهمه الامر و حسب تقديري فكل كلمة قالها قد خضعت لمتابعة ممن حوله من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولذلك فان خطاب الشاهد وان كان في ظاهره للداخل فانه حمل رسالة مهمة ومحورية تتصل بمجمل المسار اقل ما يقال فيها انها كلمة موجه للمسؤول الكبير

فقد اخرج مشهد المواجهة مع غريمه المدير التنفيذي للحزب بشكل مغر لعديد الجهات الداخلية والخارجية ذات المصلحة فيما يجري في تونس فالرسالة توحي بان السبسي الابن تسبب في انهيار الحزب الذي راهنت عليه عديد الاطراف في تحقيق التوازن السياسي وهو اليوم ومع تكرار الهزائم الانتخابية يفتح الطريق نحو عودة الاسلاميين للسلطة من جديد .الشاهد يدرك ان هذه التخوفات حقيقية بل وصدرت عن شركاء تونس الاساسيين وخاصة قبل الانتخابات البلدية لذلك فانه ومن خلال كلمته الاخيرة حدد مهمته الاساسية القادمة وهي اعادة التوازن للساحة السياسية وهذا جوهر كلمته المتلفزة و قد اصبح هذا المطلب ملحا خاصة بعد الانتخابات البلدية ويزداد الحاحا بقرب الانتخابات التشريعية والرئاسية وعليه فالرجل يقدم نفسه للمسؤول الكبير انه القادر على تجميع اجنحة الحزب وانه كما في سنة ثلاثة عشركان مطلب التصويت الضروري فاعلا فا ن الدعوة الى التحمع الضروري للقوى المضادة للنهضة بات مطلبا ملحا قبل الذهاب لانتخابات 2019
ان يافطة التخويف من تغول النهضة سيكون شعار هذه السنة السياسية بامتيازو ان المسار الديمقراطي الذي يحظى بدعم دولي كما سبق ان قلنا لا يحتمل الذهاب الى الانتخابات التشريعية والرئاسية في ظل ما يسمى اختلال التوازن السياسي .وعودة هذا التوازن هو مفتاح الحل.وهذا ما يريده المسؤول الكبير.

 

عبد الله الخلفاوي