الأربعاء، 24 أفريل 2024

في مواجهة الاستعمار الجديد:بقلم خلدون العلوي مميز

09 ماي 2017 -- 14:03:00 1123
  نشر في راي و تحليل

تونس/الميثاق/رأي

ليس علينا أن نقف ضد الإيديولوجية الإسلامية بشكل مطلق و أعمى ،فحزب الله و حماس يشكلان البقية الباقية من حركات التحرر القومي بالمفهوم الكلاسيكي،في العالم عامة، و في العالم العربي خاصة،لكن مع انزلاق مذهبي ضيق يحدث من وقت لآخر بحكم الضغط الاقليمي وزحمة الصراع ،ومع ذلك أعود و أؤكد أن حزب الله وحماس يخوضان حرب تحرير ارض محتلة باعتراف العالم أجمع.كما انهما يقومان بدور تاريخي مهم من حيث تعبئة قاعدة جماهرية كبيرة و منظمة في أوساطهما الشعبية و إعطاء معنى على وجودها في زمن لم يعد هناك معنى لشيء يذكر،وفي وقت تتراجع فيه الأيديولوجيات الأخرى (من ليبرالية و قومية و اشتراكية).
لكن أعتقد أن القدرة على التجييش و التعبئة لا تكفي إذا لم يرافقهما فكر نقدي و تاريخي مركز على التراث العربي الإسلامي ذاته،بمعنى ينبغي التنوير و التفكير بالموروث الإسلامي بشكل يتناسب مع مسارات التحديث و منجزاته حتى تسير المسيرة على هدى من أمرها إلى غايات الصواب و الحق ، بصرف النظر عن أنه لا يمكن القيام بمراجعات و أنت في حرب تحرير ،وهي في الأصل مهمة آخرين ليست مهمة من يخوض حربا عادلة ،ففي الحرب العادلة المهم هو التحفيز على القتال بمعنى تحتاج للعقيدة و ليس للتنوير و أقصد العقيدة بالمعنى العام دينية أو علمانية.

كل ما قيل لاينطبق على الأسلام الأصولي التكفيري بأجزائه الكثيرة و تنظيماته المتفرعة (داعش و النصرة وأخواتها)وعقيدته الأساسية «الحاكمية»و اسلوب عمله هو التكفير و لا غير التكفير .
هذه التنظيمات تخوض معارك ارهابية دموية خاسرة في سوريا و العراق وغيرهما من الدول ،يئست إلى حدود العدمية من بلوغ اي أهداف او تحقيق اي برامج بأي أسلوب غير أسلوب التكفير و التفجير الإرهابي الأعمى و الهوس بمقاتلة "الشيعة "و" الروافض" و "المجوس" و" الخنازير" و "حفدة القردة "،ولتكن النتائج مهما تكن حتى و لو كانت كارثية على الاسلام ذاته ،و أدت إلى خيبة أمل أكبر من خيبات الأمل التي عاشها العالم العربي طيلة 60سنة.
ليس هذا فقط ،بل إن مشاركة حزب الله ودعم المقاومة في فلسطيين يؤكد الفرق بين هذه التنظيمات المختفية وراء راية الاسلام المدفوعة الأجر من مال شعوب الخليج و حركة المقاومة الإسلامية.
هنا يكمن الخطر الأكبر الذي يواجهنا،لذلك أقول أنه يجب أن تكون لنا الجرأة و الشجاعة النقدية في التعامل مع نصوصنا و انحرافاتنا التي نكتوي بنيرانها الآن،هنا تكمن مهمة المفكر الاسلامي المعاصر الذي سيهدم الجدران العازلة ،و يقوم بتحرير الاسلام من النزعةالمذهبية ، و من كل التصورات التبجيلية ،و تنمية الحس التاريخي،عندئذ سيتوحد الوعي الاسلامي على أسس متينة و صحيحة.والأهم هو الوقوف بانتباه و حرص على أكبر تضامن مسلم سني و شيعي في اهم مواجهة تاريخية ضد الاستعمار الجديد.

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة