-2-الحركة الطلابية كان لها دور أساسي في التاريخ السياسي للبلاد .منذ اواخر الستينات كانت رئة البلاد .خرجت للجامعة التونسية اطارات كفأة ،و خرجت الحركة الطلابية اطارات مناضلة خاضت معارك الحريات .ربطت تونس بمحيطها .رسخت قيم النضال .دفعت الاثمان ولم تبخل بشيء .و هي تقود ،بعد الثورة ،معركة البناء الوطني .لم تتخلص بعد من معاركها القديمة و لكنها ستصل الى حلول عقلانية .
-3-الحركة الطلابيةمرت بمرحلة فراغ خلال التسعينات وبعدها .و لكنها حافظت على الحد الأدنى السياسي و النضالي .ربما هذا ما يفسر الفراغ الجيلي الذي نلاحظه الان في هذه الشريحة الا ما كان من تسميات في الادارة للقوة المنظمة حينها .
-4-الثورة فتحت افاقا جديدة للبلاد ،و فرضت تحديات واسئلة جديدة على مجمل البناء السابق لها :البناء الحزبي و المنظماتي و الجمعياتي ،و ايضا الحركات الاجتماعية الكبرى ،و خاصة الحركتين الطلابية و العمالية .
-5-الاكيد ان الحركة الطلابية حققت خلال السنوات الاخيرة مكاسب عديدة .و يبقى السؤال :هل بذلت الحركة الطلابية ،بكياناتها المنظمة و فعالياتها العفوية،ما يكفي من جهد عملي و نظري للتأقلم مع الاوضاع الجديدة و الفرص الجديدة و المساهمة في البناء الوطني ؟لماذا لم تكن الحركة حاضرة بجدية في الحوار الوطني في هيئته المسيرة ؟لماذا لا يرتفع صوتها الان في القضايا الاجتماعية الكبرى ؟
-6-بالطبع ليس مطلوبا من الحركة الطلابية ،في صيغتها الحالية ان تبقى رهينة التاريخ .فالتاريخ كما يمكن ان يكون رصيدا يمكن ان يكون عبئا .و لكن هناك خطوط عامة توجه التطوير و التجديد :
مركزية المسأًلة العلمية -البحثية -الاكاديمية .
اهمية البعد النضالي و الانخراط في القضايا الكبرى للعالم و الإقليم و الوطني .
اهمية البعد الاخلاقي القيمي .
مركزية قيمة الديموقراطية والتعايش بين و داخل الكيانات المنظمة،وداخل الفضاء الجامعي إجمالا .
و ستجد الحركة الطلابية نفسها امام سؤال الجماهيرية .فالجامعة تضم اليوم حوالي ثلائمائة الف طالب بين المؤسسات العمومية و الخاصة،و لكن نسبة المهتمين من ضمنهم بالشان العام ضعيفة .و هذا سؤال مطروح على كل الهيئات الحزبية و النقابية لتراجع نفسها في مضامين النشاط و صيغ التاطير
ان الجامعة لا تخرج كوادر علمية فقط ،انها تخرج اجيالا متوازنةفي تكوينها و شخصيتها ،مشبعة بعقلية الأبداع و التجديد ،و طنية حتى النخاع بكل ما يعنيه الانتماء من ابعاد و استتباعات .
و اجيال الجامعة اليوم هم قيادات البلاد في العشرية القادمة في فضاءات الدولة و المجتمع ،بالاضافة الى مواطن خلق الثروة و انتاج المعرفة و ابداع المعنى .
-7-القيادة الطلابيةالنهضوية الجديدة معنية بكل هذا ،
و هي معنية ايضا بمواصلة بناء الفصيل الطلابي مضمونيا و هيكليا .
كما هي معنية بحركة النهضة. بالبلاد ايضا .
و في هذا يجب ان تستفيد من كل مكاسب نضالنا الطلابي و كذلك من أخطائه في مراحله المختلفة .
و العدة الاساسية في ذلك الشفافية. الحوار. توظيف كل الطاقات .كل الطاقات .و بناء علاقات سليمة مع كل الجسم الطلابي .
الشكر للفريق القيادي المتخلي .
-8-لفت انتباهي المشاركة النوعية الطالبات ،هذه ارصدة للجامعة و الحركة و البلاد .
بالتوفيق للفريق المنتخب .
المهمة ليست سهلة ،و لكن الحركة الطلابية كانت دائما هي المؤتمنة على المهام الصعبة .
عبد الحميد الجلاصي:قيادي بحركة النهضة