الخميس، 28 مارس 2024

هذه الأُمّة المنكوبة بأبنائها مميز

25 ديسمبر 2017 -- 11:54:54 963
  نشر في راي و تحليل

تونس/الميثاق/رأي

عندما كنا نقول ونطالب بحُرية تنقل المواطن العربي، وعائلته و بعدم النظر إلى جنسه أو دينه أو لونه، بدون تأشيرة دخول إلى هذا القطر أو ذلك، وبحقه في نقل بضاعته سواء للاستعمال الشخصي والعائلي أو للتجارة والعمل داخل جغرافية الوطن العربي من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق، ومنهما إلى شمال الوطن وجنوبه... كنا نعتقد أننا نطالب بمطلب سهل التحقيق... بل هو متحقق في أركان أُخرى من الكرة الأرضية... وهاهم المواطنون في الاتحاد الأوروبي بقومياته ولغاته المختلفة والتي تزيد عن 19 قومية ولغة مختلفة... يتجولوا من مدريد ولشبونة إلى فيانا وإسطنبول... دون تأشيرة وباحترام كامل لكرامتهم...

ثم نزل مطلبنا إلى مجرد إزالة تأشيرات الدخول... دخول أي مواطن عربي إلى أي قطر عربي... ثم نزلنا إلى أقل من ذلك... إلى تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول إلى هذا القطر أو ذاك... لم يكن في ذهننا رغم الإشارات الكثيرة أننا كعرب لم ننجح بعد في استملاك فكرة الدولة... فكرة المؤسسة وعدم شخصنة السلطة... هل الإمارات ملك خليفة بن زايد أو محمد بن راشد او عبد الله بن زايد ؟ حتى يتصرف في مسالة قانونية كحق التنقل بهذه الطريقة وكأن الامارات "دار السيد الوالد" يغلق أبوابها متى شاء ولأي سبب شاء... وكذلك حاكم الكويت وحاكم قطر وكل الحكام العرب...

لقد عانينا سلوك الحكام هذا زمن الراحل القذافي، فبمجرد خلاف مع السلطة التونسية يرحل التونسيين العاملين في ليبيا وفي بعض الاحيان مصادرة اموالهم وممتلكاتهم مع كثير من الاهانة وانتهاك الحقوق... ونفس الشيء مع حكام الكويت... ونفس الشيء بين الجزائر والمغرب الاقصى وبن مصر والسودان والعراق وسورية والعراق وامارات الخليج وهذه الأخيرة ومصر والسودان... اي دول هذه واي شعوب هذه التي تقبل على نفسها ملوكا وحكاما بهذه المواصفات... حكام عملاء، وجهلة ومتخلفون لا يراعون مصالح شعوبهم ولا كرامتها... الاكثر من ذلك حكام بهذه السلوكات يقدمون اجل الخدمات للصهيونية واعداء العروبة من فرانكفونيين وتكفيريين وصفويين... حتى ينفخوا في نار الفرقة والتباعد بين أبناء الأمة الواحدة...

نحن ندين تصرف حكام الإمارات الأهوج والأرعن الخالي من الأدب واللياقة والاحترام والمشين في حق حكام الامارات قبل نساء تونس الحرائر والماجدات... ولكننا ننزله مكانه من أنه تصرف لحاكم عميل ومتخلف دفعه جهله في عدم احترام بلاده الى التطاول على بقية ابناء وبنات الأمة كلها...
حاكم لايفصل بين جبة حكمه وبين مؤسسات دولته الغائبة والمغيبة دفعته عنجهيته إلى الإساءة لشعب تونس وليس لماجداتها فحسب... ولكننا سوف لن نكره العروبة جراء سلوك هذا الحاكم او سلوك غيره من الحكام العرب... وسنظل عربا نعمل في افق الوحدة من اجل حق تنقل الاشخاص والبضائع تنقلا حرا بدون اية قيود من مشرق الوطن الى مغربه ومن مغربه الى مشرقه... ونقول لحاكم الامارات وللحكام العرب انكم لا تستطيعون ايقاف عجلة التاريخ او انكار الجغرافيا او الكفر بالعروبة... قد تعطلونها بعض الشيء وسوف يذكركم التاريخ كما يذكر ملوك الطوائف وزعماء الملل والنحل جزء من البثور الطافحة في الجسد العربي... اما روح العروبة فهي متاصلة لدى ابناء وبنات الأمة بما فيهم شعب تونس وشعب الإمارات...
إجراء مُدان مهما كانت المبررات، منع الناقلة الاماراتية من استعمال المطارات التونسية، حتى يرفع هذا الاجراء، وحتى يبينوا ويعتذروا
تبا لكم وألف تب...

 

 

 

عثمان الحاج عمر

آخر تعديل في الإثنين, 25 ديسمبر 2017 12:01

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة