وشملت هذه التعديلات أربعة محاور حيث ارتكز المحور الذي تم سنة 2012 على قيام البنك المركزي بتبني سياسة صرف أكثر مرونة فيما يتعلق بحساب سعر الصرف المرجعي للدينار وهو ما أدى الى تذبذب سعر الصرف لا سيما خلال الثلاثي الثالث من سنة 2012.
وتعلّق التعديل الثاني سنة 2013، باعتماد البنك المركزي لنظام الصرف المعوض بمعنى إحداث نظام لبيع العملة في سوق الصرف بالمزاد وتقليص تدخل البنك المركزي كمعدل لسوق الصرف بينما خصّ التعديل الثالث، الذي تم إجراؤه في 2014، مزيد تحرير سعر صرف العملة الوطنية بحجة ضمان توازنات الحسابات الخارجية في حين اتصل التعديل الرابع باعتماد قانون استقلالية البنك المركزي في 2016.
وفي هذا الإطار، فقد الدينار التونسي 50 بالمائة من قيمته مقابل الدولار، حسب بيانات تقرير المرصد التونسي للاقتصاد الذي خصص في تقريره قسما أبرز فيه مغالطات صندوق النقد الدولي حول التخفيض في سعر صرف الدينار، والذي اعتمد كتعلة من قبل السلط النقدية للتقليص في عجز الميزان التجاري والحفاظ على احتياطي النقد الأجنبي والحد من الضغوطات التضخمية.
وشدّد المرصد التونسي للاقتصاد على ان النتيجة كانت عكسية في هذا الصدد، اذ ارتفع قائم الدين العمومي بسبب تدهور قيمة العملة الوطنية واصبحت الواردات أكثر كلفة مما ادى الى زحف التضخم علاوة على تطور نسق عجز الميزان التجاري وتراجع المدخرات من العملة الاجنبية.